فلسطين الضفة حرسها الله ورفع عنها الوباء تقف اليوم للأسف على عتبة (٥٠٠) إصابة يومية بكورونا. المتوقع في الأوساط المختصة والمتابعة هو أن تخترق حالة الإصابات اليومية حاجز الخمسمائة إصابة.
في مقال سابق قلنا إن العمال كانوا وسيلة ناقلة للفيروس من مصادر في دولة الاحتلال. وقلنا إن خطأ السلطة كان في اتباع سياسة (مناعة القطيع) التي اتبعتها الدول الغنية مثل سويسرا والنرويج. وقلنا إن هذه السياسة لا تناسب بيئة الضفة البتة، ولا تناسب مجتمعها الذي يفتقر لمستلزمات العلاج والوقاية في ظل الأوبئة، وهو مجتمع مسكون بثقل العلاقات الاجتماعية، وكثافة التواصل بين الأقارب والجيران، وفي هذه الحالة تجد السكان يفضلون منع التجول، وإغلاق المدن، وتعطيل التواصل بينها، على نحو يرفع الحرج الاجتماعي، ويخفف من فرص انتشار العدوى.
نحن اليوم أمام معطى جديد عن الإصابة صفر التي كانت في الجولة الثانية من الوباء، وبالذات التي أصابت محافظة الخليل على وجه الخصوص. المصادر التي ترقب عمل السلطة من الخارج كشفت أن ثلاثة ضباط من طواقم التنسيق الأمني مع الاحتلال كانوا هم مصدر الإصابة صفر التي ضربت سكان محافظة الخليل على وجه الخصوص.
الضباط الثلاثة أخذوا العدوى من نظرائهم الإسرائيليين. تقول القصة: الثلاثة دخلوا المستشفى بتشخيص تسمم. هذا التشخيص لم يمنع الثلاثة من الاختلاط بمن في المستشفى. وبزوارهم من الأهالي. وبعد أن خرجوا واشتد بهم المرض عادوا للمستشفى تحت تشخيص كورونا. ومن هنا كانت الإصابة صفر، وقد غضت جهات الحكومة الطرف عن القصة.
المهم أن دائرة المرض اتسعت ولحقت بمدن أخرى بالخليل. وعندها استيقظت الحكومة على الخطر بدأت تفرض الإغلاق.
والأهم في هذه المسألة أيضًا ما يتعلق بغزة. فمن المعلوم أن كل البضائع الداخلة لغزة تخضع للتعقيم، باستثناء جريدة القدس والحياة الجديدة، وهي تدخل لغزة وللمستهلك يوميًّا ومن دون تعقيم، على الأرجح حسب معلوماتي، لذا وجب التنبيه، برجاء وقاية غزة، بعد أن غدت الضفة بؤرة مصدرة للفيروس.