فلسطين أون لاين

تقرير مؤتمر وطني في رام الله غدًا بحضور "حماس".. هل انطلق قطار العمل الميداني؟

...
غزة- طلال النبيه

عقب المؤتمر الصحفي "المفاجئ" للساحة الفلسطينية، الذي عقد بين نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري، واللواء جبريل الرجوب، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، في الثاني من تموز الجاري، تباينت آراء المجتمع الفلسطيني حول حقيقة الموقف بين الفصيلين في ظل استمرار الأزمة الوطنية وعدم وجود قرار وطني مشترك.

وأعلن الطرفان في مؤتمرهما الصحفي الذي عقد عبر تقنية الفيديو كونفرنس بين رام الله وبيروت، الاتفاق بين فتح وحماس على العمل معًا لمواجهة صفقة القرن ومخطط الضم ميدانيًّا وسياسيًّا على أساس المقاومة الشعبية، مؤكدين أن المشروع الوطني يهدده الاحتلال الإسرائيلي بخططه التهويدية.

وتواصلت المساعي الفلسطينية بين القوى والفصائل الفلسطينية عقب اللقاء لتنفيذ الاتفاق ميدانيًّا، والعمل على تغيير الحالة الميدانية التي تنفرد بها حركة فتح في محافظات الضفة الغربية سياسيًّا وميدانيًّا وتنفيذيًّا.

وضمن تلك الخطوات الوطنية، من المقرر أن يعقد غدًا الثلاثاء مؤتمر وطني بحضور القوى والفصائل الوطنية والإسلامية الفلسطينية، في مقدمتها حركة حماس. وفق ما كشفه عضو المجلس الثوري لحركة فتح عبد الله عبد الله، لصحيفة "فلسطين".

وأوضح عبد الله، أن اللقاء سيعقد في مدينة رام الله بحضور رئيس السلطة محمود عباس، مؤكدًا وجود ممثلين دوليين سيحضرون اللقاء المزمع عقده.

وقال القيادي في حركة فتح: هدف تلك اللقاءات مواجهة المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى "ضم الضفة الغربية، والعمل على تصعيد المقاومة الفلسطينية الشعبية في وجه الاحتلال الإسرائيلي".

وأكد أن الاتصالات ما زالت جارية بين حركتي فتح وحماس، لمراكمة الإنجاز الوطني الذي بدأ بلقاء "العاروري الرجوب"، لافتًا إلى أن الاحتلال تعرَّض إلى ضغوط داخلية وخارجية أدت لتأجيل تنفيذ "خطة الضم".

وأوضح أن الجانب الإسرائيلي أجل التنفيذ لأسباب داخلية تتعلق بخلافات داخل حكومة الاحتلال ، وأخرى خارجية متعلقة بالضغط الدولي على الاحتلال مثل دول: بريطانيا وفرنسا وألمانيا ورومانيا وهولندا ولوكسمبورغ وغيرهم.

وأضاف أن الارتباك الأمريكي ساعد في عدم تنفيذ الاحتلال لخطته، مشيرًا إلى الخلاف الإسرائيلي الداخلي على الآلية وليس المبدأ.

وأكد استمرار الاستعدادات لعقد المؤتمر الشعبي الرسمي بعد غد في رام الله، بمشاركة الرئيس الأمريكي السابق جيم كارتر ومسؤولين دوليين آخرين.

وأكد أن الدعوة وصلت إلى حركة حماس رسميًّا، وفتح تنتظر الرد عليها وتحديد من سيشارك في المؤتمر، مشددًا على أن هذه الخطوات عبارة عن علاقة جديدة بين الفصيلين.

وتوقع أن الحالة الفلسطينية الحالية بين الفصيلين، ستؤثر إيجابًا في طرح الملفات الفلسطينية الأخرى، مؤكدًا أهمية الانشغال في مقاومة الاحتلال وأساليبه التهويدية.

من جهته أكد وصفي قبها القيادي في حركة حماس، أن لقاء "العاروري الرجوب" بث الروح الإيجابية في العمل الوطني بين الحركتين، ونتمنى أن ينعكس إيجابًا على المواطن الفلسطيني.

وحول المؤتمر الرسمي المزمع عقده في رام الله بعد غد، عبر قبها في حديثه لـصحيفة "فلسطين" عن أمله في أن تكون نتائج المؤتمر فاعلة وأن يسمع رئيس السلطة الفلسطيني محمود عباس من الجميع.

وقال قبها: "آن الأوان للرئيس أن يسمع للجميع، كي نبث روح الإيجابية للمواطن الفلسطيني، إضافة إلى الدعوة مباشرة لعقد الإطار القيادي الموحد للفصائل الفلسطينية حتى تكون القرارات صادرة من أعلى المستويات، من الأمناء العامين للفصائل والرئيس".

وشدد على أهمية أن ينتج عن هذا اللقاء خطط قصيرة وطويلة المدى، لمواجهة المخططات الإسرائيلية، والعمل على إصدار توجيهات وتعليمات للساحة الفلسطينية والفصائل وتترجم الأقوال إلى أفعال.

ودعا قبها إلى أهمية أن تستعيد الفصائل ثقتها بالشارع الفلسطيني، وأن ينطلق قطار المصالحة وأن يطبق شعار الأسيرين مروان البرغوثي وحسن يوسف: شركاء في الدم.. شركاء في القرار.

وأكد أن الكرة الآن في ملعب رئيس السلطة محمود عباس، لتحقيق دعوته للإطار القيادي الفلسطيني الموحد، وللعمل على تشكيل لجان ميدانية ورسم خطط استراتيجية قصيرة وطويلة المدى.

بدوره أكد القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين نهاد أبو غوش، أهمية تطبيق قرارات المجلس الوطني الفلسطيني والانفكاك من الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح أبو غوش في حديثه لـصحيفة "فلسطين" أن تنفيذ هذه القرارات، سيساعد في مواجهة "خطة الضم" الإسرائيلية، لافتًا إلى وجود ورقة عمل قدمتها حركة فتح للفصائل الفلسطينية كافة.

وقال: هناك لقاءات وطنية ثنائية وثلاثية وجماعية في الضفة الغربية وقطاع غزة والخارج يشترك بها الأطر الخاصة بالجاليات الفلسطينية من أجل القيام في نشاطات فلسطينية مشتركة لمواجهة التحركات الإسرائيلية.

وأشار إلى أن المناخ الفلسطيني بات مناسبًا لعقد لقاءات رسمية فلسطينية بين الفصائل على أعلى مستوى قيادي، للعمل على الإشكالات والملفات الفلسطينية.

وشدد على أهمية وجود إرادة سياسية قوية وجادة، تساند تفعيل الهيئة الوطنية للقوى الإسلامية والوطنية في الضفة الغربية، وتحوله لإطار وطني شامل وفاعل.

وأشاد أبو غوش في الورقة التي قدمتها فتح والتي تحتوي على فكرة إنشاء قيادة فلسطينية موحدة، واصفًا إياها بالصيغة الجديدة المتطورة.

ورأى أن الوضع العام الفلسطيني ما زال قابلًا للانفجار في وجه "خطة الضم" "والذي ربما تأجل ولم يتراجع عن جوهره، والمواجهة خيار استراتيجي للفلسطينيين في ظل تراجع الاحتلال.

وحذر أبو غوش من التباهي في "نشوة الإنجاز قبل أن يتم الإنجاز" ميدانيًّا في ظل استمرار الاحتلال في مخططات التهويد للأرض الفلسطينية.