من لا يشكر الناس لا يشكر. كانت نتائج الثانوية العامة ( التوجيهي) أمس عرسا وطنيا رائعا في الضفة وغزة على السواء. الشركاء الذين أهدوا هذا العرس للوطن عديدون منهم : (الوزارة، والمدرسة، والمعلم، وولي الأمر، والطالب، ووزارة الداخلية، ووسائل الإعلام).
في مقال أمس قدمت تهانينا للناجحين، وشكرت المدرسين، واليوم أتوجه بالشكر والتحية لوزارة الداخلية في غزة على جهدها المميز في مرحلتين من مراحل إدارة ملف الثانوية العامة:
المرحلة الأولى كانت عند بدء الامتحانات ومتابعتها لكي تنجح بلا مشاكل، وقد كان رجال الشرطة والأمن عند حسن ظن المواطنين في تأمينهم قاعات الامتحان، ووصول الأسئلة للقاعات بأمن وأمان.
والمرحلة الثانية مرحلة ضبط تصرف أبناء المجتمع، ومجتمع الفرحين بنجاح أبنائهم وتفوقهم، من خلال منع إطلاق النار في الهواء تعبيرا عن فرح العائلة بالنجاح.
وأسجل هنا للتاريخ أن الداخلية تمكنت من ضبط المجتمع بشكل ممتاز، ولم تسجل حوادث اختراق للنظام والقانون، وهذا يرجع في ظني أولا لوعي أبناء المجتمع، ويرجع ثانيا لمجموعة الضوابط والإرشادات التي وضعتها الداخلية لمنع استخدام السلاح الحي في التعبير عن الفرحة. لقد نجحت الداخلية في ضبط المجتمع من خلال الوقاية المسبقة، والإرشادات الواضحة، والتعليمات الصارمة، من خلال إيضاح العقوبات التي ستقع على المخالفين، مع رفع الغطاء التنظيمي عن المخالفين للتعليمات.
لقد ثبت باليقين والعلم والتجربة أنه يمكن ضبط المجتمعات البشرية من خلال أمرين :
الأول: سلطان العلم، والثقافة، والقيم، والقانون.
والثاني: من خلال سلطان القوة والعقوبة.
ذلك أن من لا يردعه العلم والنظام عن الوقوع في المخالفة، يمكن أن تردعه العقوبة المشددة، والمعلن عنها مسبقا. لذا نجد لزاما علينا في صحيفة فلسطين أن نتوجه بالشكر والتحية للجهات المختصة في الداخلية والأجهزة الأمنية التي ضبطت الحالة الغزية بشكل رائع، فلم تستقبل مستشفيات غزة قتلى، أو جرحى ، نتيجة نيران صديقة من الأهل والأحباب. وبهذا الضبط حقق مجتمعنا كسبا مهما في الحفاظ على الأرواح، وهو كسب يجدر البناء عليه في قضايا لاحقة ومشابهة.
نعم، استعانت الداخلية بالمواطنين للتبليغ عن حالات الانحراف والمخالفين، ولكن الجهد الأكبر في النجاح يرجع لرجال الداخلية والأجهزة، الذين قرروا حماية أرواح المواطنين بقوة، والضرب على يد من تسول له نفسه المخالفة بقوة أيضا.
شكرا لقادة الداخلية ورجال الأجهزة الأمنية، وفقكم الله وسدد خطاكم في خدمة الوطن والمواطن على الدوام، ولا سيما في المناسبات العامة.