فلسطين أون لاين

تقرير كورونا يضاعف قلق أهالي أسرى قطاع غزة على أبنائهم

...
غزة- جمال غيث

تتجهز سهام حلس، لاحتضان نجلها "هيثم" نهاية الشهر الجاري، بعد أن غيبته سجون الاحتلال عنها لمدة 12 عامًا.

وتخشى حلس، الممنوعة من زيارة نجلها، المعتقل في سجن "عسقلان" منذ نحو أربعة أعوام، أن يصاب نجلها بفيروس "كورونا" مع دخول الأراضي المحتلة موجة ثانية من الوباء.

وتؤكد حلس، لصحيفة "فلسطين" خلال مشاركتها في الاعتصام الأسبوعي لأهالي الأسرى أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر بمدينة غزة، أمس، أن أوضاع الأسرى في السجون مأساوية جراء مماطلة إدارة السجن إدخال احتياجات المعتقلين من مواد التنظيف والمعقمات التي تقيهم من الإصابة بفيروس "كورونا".

إجراءات وقائية

وتدعو حلس، اللجنة الدولية للصليب الأحمر وكل المؤسسات والمنظمات المعنية بقضايا الأسرى للضغط على سلطات الاحتلال للسماح بإدخال احتياجات الأسرى للوقاية من "كورونا" ووقف تنقلهم بين السجون ومخالطتهم بالسجانين لتجنب إصابتهم بالفيروس.

ولا يختلف الحال كثيرًا عن السبعينية نجاة الأغا، التي طالبت أحرار وشرفاء العالم والمؤسسات الحقوقية والانسانية والمعنية في قضايا الأسرى، بتوفير الرعاية الصحية والإجراءات الوقائية التي تجنب نقل الفيروس للأسرى.

وأعربت الأغا وهي والدة الأسير "ضياء" المحكوم بالسجن مدى الحياة، عن خشيتها من انتقال فيروس "كورونا" إلى الأسرى عبر السجانين والسجناء الجنائيين، محذرة من محاولات نقل الوباء لصفوف الأسرى، مضيفة: "فالاحتلال يتعمد غرس الأمراض والأوبئة بين الأسرى للقضاء عليهم".

وحثت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على السماح لأهالي أسرى قطاع غزة، بزيارة أبنائهم وفق إجراءات وقائية تحميهم من "كورونا".

وبالقرب من الأغا تجلس نسرين جابر شقيقة الأسير محمد جابر، المعتقل منذ تاريخ 23 يناير/ كانون الثاني 2003، معبرة عن مدى اشتياقها لشقيقها لا سيما بعد حرمان أهالي القطاع من الزيارة بسبب جائحة كورونا.

وتأمل جابر في حديث لصحيفة "فلسطين" بالاطمئنان على شقيقها، بعد نقله قبل أيام إلى سجن "الرملة" في ظروف غامضة، وألا يصيبه أي مكروه.

ودعت جابر، الكل الفلسطيني للوقوف إلى جانب الأسرى والضغط على سلطات الاحتلال وإدارة السجون لوقف عملية نقل الأسرى وحمايتهم من فيروس "كورونا"، والعمل على إطلاق سراحهم قبل فوات الأوان.

جرائم مستمرة

وفي ذات السياق، نظمت لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، وقفة تضامنية مع الأسرى المضربين عن الطعام، والأسير وائل الجاغوب المعزول انفراديًا في سجن "مجدو" منذ الأحد الماضي.

ورفع المشاركون في الوقفة أمام مقر "الصليب الأحمر" بغزة، أعلام فلسطين، وصور الأسرى المضربين عن الطعام، والأسير الجاغوب، ولافتات تطالب اللجنة الدولية بالوقوف عند مسؤولياتها ووقف سياسة الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي.

ويواصل الأسيران عدي شحادة من مخيم الدهيشة في بيت لحم إضرابه عن الطعام لليوم الـ15 على التوالي، فيما يواصل الأسير فادي غنيمات من بلدة صوريف في الخليل، إضرابه منذ 14 يومًا رفضًا لاعتقالهما الإداري، وفق وزارة الأسرى والمحررين في قطاع غزة.

ودعا مدير مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى ياسر مزهر، اللجنة الدولية للصليب الأحمر للوقوف عند مسؤولياتها والضغط على إدارة السجون كي تستجيب لمطالب المضربين عن الطعام احتجاجًا على اعتقالهم الإداري، وإنهاء العزل الانفرادي للأسير الجاغوب.

وأكد مزهر، في كلمة لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية، أن إدارة السجون تمارس جرائم مستمرة بحق الأسرى، داعيًا للوقوف إلى جانب المضربين عن الطعام، والأسير الجاغوب المعزول انفراديًا، ووقف الجرائم الممارسة بحقهم والمخالفة لكل الأعراف والمواثيق الدولية.

وبين أنه جرى نقل الأسير الجاغوب، من سجن "جلبوع" إلى زنازين العزل في سجن "مجدو" الأحد الماضي، في غرفة ضيقة سيئة التهوية والإنارة ومغيب عن العالم الخارجي في ظل منعه من زيارة ذويه منذ مدة طويلة، مبينًا أن الجاغوب، اعتقل عام ٢٠٠١، وحكم عليه بالسجن المؤبد، وتصل مجموع سنوات اعتقاله حتى اليوم الى ٢٥ عاما.

ووصف مزهر، سياسة الاعتقال الإداري التي تمارسها سلطات الاحتلال بحق الأسرى، بأنها سيف مسلط على رقاب أبناء شعبنا الفلسطيني"، داعيًا المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الانسان للضغط على الاحتلال من أجل ايقاف الاعتقال الاداري والعزل الانفرادي الممارسة بحق أسرانا.

وتواصل سلطات الاحتلال اعتقال نحو خمسة آلاف أسير، بينهم (200) طفل و(700) يعانون من أمراض مختلفة، و(450) معتقلًا إداريًا، وفق إحصائيات رسمية.