فلسطين أون لاين

​عشية إحياء عيد "الفصح" اليهودي

تحليل: إجراءات الاحتلال تحوّل حياة المقدسيين إلى جحيم

...
نشر الحواجز العسكرية في مدينة القدس المحتلة (أرشيف)
غزة / القدس المحتلة - عبد الله التركماني

يجمع محللون سياسيون، على أن إجراءات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، منذ توقيع اتفاقية أوسلو أفضت إلى تهويد هوية المدينة ليست في بعدها التاريخي فقط، وإنما في خلق عزلة ديمغرافية وثقافية يشكل إحياء الأعياد اليهودية أحد صورها.

وفرض الاحتلال الإسرائيلي عشية ما يسمى بـ"عيد الفصح" إغلاقاً أمنياً شاملاً على الضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس المحتلة، يستمر لمدة سبعة أيام.

وبموجب هذا الإغلاق تتحول المدينة إلى منطقة عسكرية بفعل انتشار قوات جيش وشرطة الاحتلال الذين يفرضون قيوداً على تحركات المقدسيين.

طوق مشدد

ويؤكد زياد الحموري مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، أن الطوق الأمني الذي فرضته قوات الاحتلال على القدس، والإجراءات الأمنية التي اتخذها في الضفة الغربية، تهدف بشكل أساسي إلى فصل المدينة المقدسة عن بعدها الإسلامي من ناحية تاريخية وجغرافية.

ويقول الحموري لصحيفة "فلسطين": "منذ اتفاقية أوسلو عام 1993 أصبحت التعقيدات الأمنية في القدس روتيناً يومياً، وتشتد في مواسم الأعياد اليهودية، حيث تتخذ (إسرائيل) إجراءات استثنائية لحماية المستوطنين ومنحهم حرية الاحتفال بأعيادهم، فيما في أعياد المسلمين يتم اتخاذ إجراءات قمعية لمنع المسلمين من الاحتفال بأعيادهم".

وتشمل إجراءات الاحتلال في القدس المحتلة، نشر المئات من عناصر الوحدات الخاصة، و"حرس الحدود" في شوارع، وطرقات المدينة، لا سيما المحاذية لسور القدس التاريخي، وعلى طول الخط الفاصل بين شطري المدينة.

وتسير قوات الاحتلال دوريات راجلة في شوارع، وأسواق، وحارات، وأزقة البلدة القديمة، ومحيط باحة حائط البراق.

ويوضح مدير مركز القدس، أن كافة هذه الممارسات الإسرائيلية تدفع باتجاه إجبار المقدسيين على الهجرة من المدينة المقدسة، والرحيل عنها، من أجل إحداث التفوق الديمغرافي لصالح المستوطنين اليهود التي يحاولون الاستيلاء على كامل القدس.

ويلفت الحموري النظر إلى أن هذه التعقيدات الإسرائيلية تؤثر سلباً أيضاً على الحياة الاجتماعية والاقتصادية على الفلسطينيين، حيث تقل نسبة التجارة في هذه الأيام بسبب فرض سياسة الإغلاق، وتقييد حرية تنقل الفلسطينيين بشكل كبير.

منطقة عسكرية

من جانبه، يوافق الخبير في الشؤون المقدسية حسن خاطر، الحموري الرأي في قراءة واقع الإجراءات الإسرائيلية، مشيراً إلى أن "القدس تتحول إلى منطقة عسكرية مغلقة في مواسم الأعياد اليهودية".

وتترافق الأعياد اليهودية مع دعوات متطرفة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك لإقامة طقوس تلمودية داخل الحرم القدسي الشريف، تحت حماية قوات جيش الاحتلال.

ويؤكد خاطر، أن إجراءات الاحتلال الأمنية، تهدف إلى تسهيل ممارسة المستوطنين لاقتحاماتهم وطقوسهم، وفي نفس الوقت تحول دون الاحتكاك مع المقدسيين الذين تتملكهم مشاعر الغضب مع رؤية مشاهد تدنيس وانتهاك حرمة الأقصى.

ويشير إلى أن ذلك ينعكس سلباً وبشكل حاد على حياة المواطنين الفلسطينيين الذين يبقون أبنائهم داخل منازلهم خوفاً عليهم من اعتداءات المستوطنين وشرطة وجيش الاحتلال.

وتشمل إجراءات الاحتلال القمعية ضد المقدسيين نصْب حواجز عسكرية ثابتة وأخرى طيارة في شوارع وطرقات المدينة، وتوقيف المواطنين الفلسطينيين، ومركباتهم، وتحرير مخالفات مالية، فضلا عن اطلاق منطاد استخباري في سماء المدينة المقدسة، ونشر أعداد من عناصر الاحتلال على أبوابه ومداخل المسجد الأقصى.

وناشد كافة الفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم للوصول إلى المسجد الأقصى والرباط فيه وضرورة شد الرحال إليه، من أجل تكثيف التواجد الإسلامي أمام المخططات اليهودية، ولإحباط أي محاولة تستهدف إلباس الأقصى لباساً يهودياً ينال من قدسيته وحرمته.

وبموجب إجراءات الاحتلال القمعية، يُمنع الفلسطينيون بين 9 و 17 من إبريل/ نيسان بمن فيهم عشرات آلاف العمال، من دخول الأراضي المحتلة عام 1948؛ إلا في "حالات استثنائية" جدا.
وفي مواسم الأعياد اليهودية، يغلق الاحتلال الإسرائيلي كافة الحواجز التي تفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة من جهة، وبين الأراضي المحتلة عام 1948 من جهة أخرى، انطلاقا من خشيتها من تنفيذ المقاومة لعمليات ضد أهداف عسكرية واستيطانية إسرائيلية.

ويرمز عيد "الفصح اليهود" إلى خروجهم من مصر، وحمل هذا العيد اسم "بيتساح" ويعني في العبرية العبور أو الاجتياز، وهو واحد من ثلاثة أعياد يهودية وردت في التوراة.

ومدة عيد الفصح عند اليهود سبعة أيام يُمنع العمل في أولها وآخرها. ويحتل الخبز مكانة كبيرة في الطقوس الاحتفالية، لأن "بني (إسرائيل( آثروا في رحلة خروجهم من مصر إعداد خبزهم من القمح بغير خميرة رغبة في كسب الوقت، وخوفا من أن يلحقهم جند فرعون".