فلسطين أون لاين

تقرير مخيم نهر البارد غرب خان يونس.. بيئة خصبة لانتشار الأوبئة والأمراض

...
طفل يسير إلى جانب أكوام من القمامة في مخيم نهر البارد بخان يونس (أرشيف)
خان يونس- محمد أبو شحمة

بيوت متهالكة ومتلاصقة ببعضها بعضا، تحيط بها القمامة من كل جانب، فضلًا عن الروائح الكريهة التي تنبعث من أرجاء المكان، هذا هو الحال في مخيم "نهر البارد" غرب مدينة خان يونس، وتحديدا في البقعة المنخفضة المسماة منطقة "بطن السمين".

ويعد المخيم الذي تتكدس فيه قرابة الـ45 منزلاً وأغلبها من الصفيح مكاناً خصباً لانتشار الأوبئة والأمراض بسبب غياب النظافة عنه وانتشار القمامة بشكل كثيف، وهو ما جعل أهله يطلقون مناشدات للجهات الرسمية في إيجاد حل لهم وإنهاء معاناتهم من خلال توفير أماكن إيواء لهم.

وعبر عدد من سكان المخيم العشوائي في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين" عن تخوفهم في حال انتشر فيروس كورونا في قطاع غزة بسبب غياب النظافة في منطقة سكنهم، وعدم ملاءمة بيوتهم للعيش.

المواطن أحمد جمعة أحد سكان مخيم "نهر البارد"، أكد أن قرابة الـ500 شخص يعيشون في المنطقة، منذ 5 سنوات، وجميعهم عاطلون عن العمل، ويفتقدون لمقومات الحياة.

وقال جمعة: "منذ الحديث عن فيروس كورونا في وسائل الإعلام نعيش حالة من الخوف بسبب انتشار القمامة بالمنطقة القريبة من المخيم، وإمكانية وصول الفيروس لنا وانتشاره بين السكان".

وأضاف: "نعمل على تنظيف بيوتنا من الداخل من خلال الإمكانيات المتوفرة ونعتمد على الكلور كونه رخيص الثمن، وكذلك لتعقيم الشوارع داخل المخيم والبيوت والجدران".

واشتكى محمود الزعيم أحد سكان المخيم من غياب الخدمات الأساسية واهمال الجهات الرسمية للمخيم خاصة في ظل الحديث عن وصول فيروس كورونا إلى قطاع غزة.

وأوضح الزعيم لـ"فلسطين" أن عددا من المتطوعين فقط قاموا بتعقيم المخيم وجميع البيوت فيه، وعملوا على توزيع بعض مواد التنظيف كالصابون والكلور إلى سكانه بهدف المحافظة على النظافة.

وقال الزعيم: "صحيح المخيم هو غير قانوني ولكن في ظل أزمة كورونا يجب توفير الحماية الصحية للناس الموجودة فيه، والعمل على إيجاد حل لهم بتوفير شقق سكنية أو أي مأوى تراه الجهات الرسمية مناسبًا".

المواطن سليمان الجوراني أحد أول القاطنين للمخيم، أطلق مناشدة لجميع الجهات الرسمية يطالب فيها بالتدخل لتوفير الحماية لسكان "نهر البارد" والعمل على إنقاذهم من الوضع الصعب الذي يعيشونه منذ سنوات طويلة.

وأوضح أن مخيم نهر البارد معروف كأحد أكثر الأماكن فقراً في قطاع غزة، كما لا يصلح للعيش حيث يعيش قرابة (500) شخص في منطقة تحاط بها القمامة من كل جهة.

ولفت إلى أن القمامة الموجودة قرب المخيم تحرق ليلًا ما يتسبب بانتشار الأمراض بين أطفال المخيم.

بلدية خان يونس، وعلى لسان عضو المجلس البلدي، د. أمين وافي أكدت أن البلدية توفر عددا من الخدمات الأساسية لسكان المنطقة، منها جمع النفايات، وتوفير مياه الشرب من ناحية إنسانية وبشكل غير رسمي.

وقال وافي لـ"فلسطين": "سكان المخيم تعدوا على أراض حكومية تخضع لتخطيط مدني، والبناء الموجود عشوائي وفوضوي قام به مجموعة من المواطنين القادمين من أكثر من محافظة في قطاع غزة، وبينهم عدد كبير من الحالات الاجتماعية".

وذكر أن البلدية خاطبت عدة جهات لوضع حلول لهذه العشوائيات وفق النظام والقانون.