فلسطين أون لاين

نريد حلولًا جذرية لا مبررات

تتفاقم أزمة خصم رواتب موظفي السلطة في قطاع غزة ويحتشد عشرات الآلاف منهم للتظاهر ضد المتسببين فيها وتحديدًا حكومة الحمد الله، وقد لاحظنا تجاهلا متعمدا من جانب إعلام السلطة وخاصة فضائية فلسطين التي لا تفوت أي تظاهرة او أي مظهر من مظاهر الاحتجاج في غزة حتى تضخمه، وقد لاحظنا أنها اهتمت باحتجاج شخص مثل عادل المشوخي أكثر من احتجاج عشرات الآلاف من موظفي السلطة، إلى جانب رصد الكثير من محاولات اختلاق المبررات لتجنب تحمل المسؤولية.

رئيس الوزراء يقول إن الحكومة قدمت لغزة أكثر من 17 مليار دولار على مدار عشر سنوات وحماس فندت تلك المزاعم، ولم تقتنع حركة الجهاد وفصائل أخرى وجزء كبير من حركة فتح في غزة بتلك التبريرات، سيما أن الحمد الله لم يذكر كم جنت الحكومة من أموال من قطاع غزة من جمارك وضرائب على الوقود وغيرها، والمشكلة ليست في الأموال التي تدخل غزة أو تخرج منها وإنما المشكلة أن علاقة السلطة الفلسطينية مع (إسرائيل) مستمرة وهي التي تحاصر غزة، ثم إذا ادعى مدعٍ أن وجود حركة حماس هو السبب في حصار غزة فلا بد من تفسير لماذا يتم محاصر السلطة ماليًا؟ ولماذا تعيش الضفة الغربية أوضاعًا اقتصادية سيئة؟ إذًا الكل الفلسطيني مستهدف بغض النظر عن الانتماء السياسي ولا يشفع له ما قدمه من تنازلات للعدو الإسرائيلي.

حل الأزمة لا يكون بالتحريض على حركة حماس في غزة، ونحن نرفض أي دعوة للاقتتال الداخلي سواء في غزة أو الضفة ومعركتنا ليست مع حماس ولا هي مع فتح والسلطة الفلسطينية بل يجب أن تظل بوصلة العداء متجهة نحو العدو الإسرائيلي الذي يستهدفنا جميعا ويعمل هو وأطراف أجنبية على جعل الصراع فلسطينيا داخليا.

لسنا بحاجة إلى مبررات للتهرب من مسؤولياتنا، وعلينا أن نعود إلى جادة الصواب وقد تبدأ باستمرار حكومة الحمد الله، ولكن مع تحمل مسؤولياتها بشكل كامل ثم من خلال انتخابات عامة وشاملة، فإن لم تكن الحكومة قادرة على تنفيذ تلك المهمات فلا بد من تشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على إيجاد حلول وليس فقط تقديم مبررات.