في كلمته الأخيرة اعتبر أبو عبيدة الناطق الرسمي باسم كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، الضم بمثابة (إعلان حرب) على الشعب الفلسطيني. هذه العبارة القصيرة ربما تعني أن ردّ المقاومة سيكون بالمثل، التصدي للحرب، واستخدام القوة العسكرية المتوفرة لدى فصائل المقاومة للتعبير عن موقفها الرافض لقرار الضم.
كلمة أبو عبيدة هذه تعني أن حماس والفصائل الأخرى لن تقف عند الأنشطة الجماهيرية الرافضة للضم. أي لن تقف عند تجديد مسيرات العودة، أو عند المؤتمرات الشعبية الرافضة للإجراءات الصهيونية، بل ستطلق هذه الفصائل صواريخها باتجاه أهداف إسرائيلية، لأنها ترى في ذلك الرسالة الأبلغ للرفض، وهي الرسالة التي يمكن أن يحسب لها العدو حسابات خاصة.
هذا الاستنتاج الذي يرجح وقوع معركة مع الاحتلال عبر حدود غزة، يؤكده تأكيدًا غير مباشر ازدياد عدد تجارب حماس على الصواريخ عبر بحر غزة، والتي ترصدها أجهزة الاحتلال من كثب. الصحافة العبرية استخلصت الرسالة أو الرسائل التي تحملها هذه التجارب الصاروخية، وقالت: حماس ستقصف مناطق متفرقة، وستشاركها القصف الجهاد الإسلامي والفصائل الأخرى، إذا ما بدأ نتنياهو بالضم.
وأرى أن تهديدات غانتس الأخيرة بالرد العاجل على كل صاروخ من غزة لن تردع حماس وغيرها من الفصائل من إطلاق (صواريخ الرفض) تعبيرًا عن الموقف الوطني الذي أكدته الفصائل في اجتماعها الأخير في غزة. حماس ستغامر باستخدام الصواريخ رغم الحالة الصعبة في القطاع، لأنها لا تستطيع الصمت، وتمرير الضم، لأن القضية الوطنية لا تحتمل الصمت على هذه الخطوة الخطيرة، التي تعني نهاية الأمل بدولة فلسطينية على أراضي عام ١٩٦٧م.
الحل الوحيد لتفادي الانفجار هو أن تتراجع (إسرائيل) عن الضم. ولا أظن أن هناك طريقًا آخر يمكن أن يمنع الحرب، التي تتحمل (إسرائيل) مسؤولية تفجرها في هذه المرحلة. مع ملاحظة أن بدايات كل حرب صغيرة أو كبيرة تكون معروفة، ولكن نهاياتها وتداعياتها تبقى مجهولة وتخضع لتطورات الميدان.
(إسرائيل) في نظر حماس أعلنت الحرب على الشعب والأرض، وحماس لا تجد مناصًا من التعامل مع هذا الإعلان بالمثل، وحماس لن تخوض المعركة وحدها بل ستشارك فيها كل الفصائل المجاهدة، وهنا أقول: حبذا لو أكدت سلطة عباس هذا الحق الوطني في بيان أو تصريح، حتى وإن لم تمارسه هي، فلربما ساعد التأكيد في منع الضم.