فلسطين أون لاين

هل قرر القسام أن يقود معركة الضم؟!

ما رد حماس، ورد فصائل المقاومة الأخرى، على خطط نتنياهو حول ضم أجزاء من الضفة الغربية، وفرض السيادة الإسرائيلية عليها؟! الدافع لهذا السؤال في هذا التوقيت هو ما جاء في صحيفة فلسطين في الصفحة الأولى من عدد أمس تحت عنوان: "خلال أيام.. القسام تضع النقاط على الحروف".

جيد، نحن ننتظر هذه الأيام، ونبحث عمن يضع النقاط على الحروف في مسألة مواجهة الضم. لأن ما يجري الآن من أنشطة سياسية وإعلامية داخل أروقة السلطة والحكومة لم يضع النقاط على الحروف، وما زال الطرف الفلسطيني يمسك العصا من منتصفها، هو يرفض خطط الضم، ولكنه يريد أنشطة تحت السيطرة، لا تؤدي إلى مواجهة، ولا تضغط السلطة، وتجعلها تذهب نحو حلّ نفسها، وتحميل الاحتلال المسؤولية عن سكان الضفة.

الأنشطة الدبلوماسية، والأنشطة الشعبية، التي تقودها السلطة تحت سقف مقنن هو أدنى مما يريده الشعب، وأدنى من أخطار الضم بمراحل، وهو ما يجعلنا نبحث عمن يضع النقاط على الحروف.

هل يكون القسام هو المبادر، وهو القائد الجامع لكل من يريد تجاوز المواقف الإعلامية والسياسية؟! ربما الأكثرية من مؤيدي مشروع المقاومة يأملون ذلك. سواء أقاد القسام معركة المواجهة، أم التقى القسام مع فصائل المقاومة الأخرى في ائتلاف قيادي لقيادة هذه المرحلة لمواجهة الضم وإبطال خطط العدو، وتدفيعه الثمن الذي يجب أن يدفعه، فالأمر في النهاية سواء، لأننا نحتاج إلى ترجمة الموقف السياسي والإعلامي إلى أعمال ملموسة.

القسام وفصائل المقاومة الأخرى، هم الجهة الوحيدة القادرة على تغيير المعادلة، ومواجهة خطط الضم، بعد أن أرسل حسين الشيخ نيابة عن قادة السلطة رسائل تطمين للعدو، ولأميركا، تبلغهم أن أنشطة السلطة الرافضة للضم ستكون تحت السيطرة، ولن تعود الضفة للعنف وللمقاومة؟!

هذه الرسائل التي وقعت بردا وسلاما على كبد نتنياهو، تجعل الشعب يعلّق آمالا على ما يمكن أن يسمعه من الناطق الرسمي لحركة للقسام. نحن نريد بيانًا شافيًا، لأن أخطار الضم على مستقبل القضية أخطار كبيرة تتجاوز نقل السفارة الأميركية للقدس.

لم تكن مواجهتنا في قضية القدس على مستوى أهمية القدس، لأن ضم القدس كان في عام ١٩٦٩م، وما فعله ترامب هو الاعتراف ونقل السفارة، وإذا كان ترامب يفتخر بأنه أجرى النقل ولم يحدث شيء مهم في المنطقة والعالم، لذا يجدر بالطرف الفلسطيني أن يبلغ ترامب والعالم أننا نواجهه ما هو أخطر من نقل السفارة، وأنكم تخطئون القياس، لذا لا استقرار للضفة والمنطقة إذا ما تمّت عمليات الضم وفرض السيادة. هل نحن أمام مرحلة جديدة يحدد معالمها القسام وقوى المقاومة الأخرى، أم أن ترامب سيخرج لنا لسانه مستهزئًا كما أخرجه في قضية نقل سفارة بلاده إلى القدس؟!