فلسطين أون لاين

المعلمة "زيادة".. وراء حصد الجوائز "تفكير خارج الصندوق"

...
رنا.jpg
غزة/ مريم الشوبكي:

فكرت خارج الصندوق، باحثة عما ينهض بطالباتها علميا وعمليا، وجدت رنا زيادة أن التعليم المستقبلي يتجه نحو منحى تكاملي بين العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

بذرة المشروع نبعت لدى المعلمة زيادة قبل خمس سنوات، حيث بدأت بتصميم مادة تعليمية حكّمت من الجامعة الإسلامية وجامعة الأزهر، لتصبح أول معلمة في هذا المنحى، انتسبت لمعهد" STEAM " في بريطانيا وحصلت على شهادة معتمدة؛ كما توضح لصحيفة "فلسطين".

تحقيقها نجاحات باهرة مع طالباتها بالصف الحادي عشر، في مدرسة الزهراء الثانوية للبنات في مديرية شرق غزة، مكنها من حصاد جائزة مؤسسة التعاون الدولية (جائزة منير الكالوتي للمعلم المتميز) على مستوى فلسطين للعام 2019.

تقول زيادة لصحيفة "فلسطين": تعليم ""STEAM لا ينطوي فقط على تدريس هذه التخصصات والموضوعات في عزلة، بل ينطوي أيضا على اتباع نهج متعدد التخصصات، كما أنه أيضا يعترف بالصلة القوية بين  تعليم STEAM"" والفنون التي تعزز التصميم والإبداع والابتكار.

بعد توظيف STEAM"" بمادة الرياضيات التي تدرسها زيادة، وملامستها مدى التحسن الذي طرأ على مستوى التفكير الناقد لطالباتها في مادتها وباقي المواد الأخرى، اعتمدتها كعنوان رسالتها في الماجستير.

عبر الإعلان الذي نشرته مؤسسة التعاون عبر صفحتها في فيسبوك عرفت بالمسابقة، ترشحت خطيا بتعبئة الطلب الذي يتضمن التعريف بالمشروع، الذي لقى استحسان اللجنة التي رشحتها للمرحلة الثانية مع تسعة معلمين، خمسة منهم من قطاع غزة والآخرين من الضفة الغربية.

المرحلة الثانية التي خضعت لها المعلمة زيادة، هي المقابلة والتي تمت كما تبين بحضور حصة صفية لها، ومقابلة طالبات وأولياء أمور، وزميلات لها في المدرسة وإدارتها، حيث صُورت المقابلة كاملة بالفيديو، وأرسلت للمقر الرئيس للمؤسسة في رام الله حيث تعالج كل مقاطع الفيديو.

والحدث المفاجئ في حفل الإعلان عن الفائزين بجائزة منير الكالوتي للمعلم المتميز للعام  2019، أنه تم اختيار فائزا واحدا فيه وليس بضعة معلمين كما جرت العادة.

وعن سؤال: ما الذي ميز مشروعك لكي يتنزع الصدارة، تجيب: "حينما بدأت في تطبيق المنحى " STEAM"، وجدت أن المنهاج الفلسطيني يخدمه، فمثلا الوحدة الأولى بالرياضيات تتحدث عن الاحتمالات وأما الأحياء تتحدث عن الوراثة والتي تقوم على الاحتمالات، وهذا يدفع الطالبات للتفكير بطريقة نقدية في كل المواد وليس الرياضيات فقط".

وتتحدث أول معلمة أدخلت منحى " STEAM" في وظيفتها على مستوى فلسطين، عن الصعوبات التي واجهتها عند تطبيقه: "انقطاع الكهرباء والانترنت، والعبء المالي لتوفير بعض المستلزمات لطالبات لكي يستطيعون تطبيق هذا المنحى".

وترى زيادة أن حاجة توظيف المنحى" STEAM" في التعليم إلى تكاليف، كان دافعا للقائمين على الجائزة لمنحها إياها.

وتؤكد أهمية تبني وزارة التربية والتعليم لهذا المنحى، لأنه "سيمنحهم مهارات أساسية يأخذونها من الرياضيات لباقي المواد ليخرجوا بمخرج مهم في حياتهم".

وتلفت زيادة إلى أن طالباتها في الحادي عشر دعاهن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، للمشاركة في معرض أقامه لعرض مشاريعهم، وهذا الاهتمام رفع أسهم المشروع الذي قدمته لجائزة مؤسسة التعاون لتفوز بالمركز الأول.

وسيطرة غزة على الجائزة، تعتبرها رسالة تحد من قبل المعلمين في القطاع، لكل المعيقات، وهي رسالة أيضا أن كل من يواجه نقاط ضعف في مجال يجب أن يبتكر حلا جديدا يترك أثرا ايجابيا على الطلبة ويزيد دافعيتهم للتعليم.

إنجاز زيادة بالحصول على المركز الأول لجائزة مؤسسة التعاون، لم يكن الأول فقد حصدت جائزة دولة فلسطين للإبداع والتميز عام 2014، وفي 2017 حازت على جائزة أفضل معلم في فلسطين، وفي 2019 كانت من أفضل 50 معلمًا في العالم.