النشاط الجماهيري الذي جرى في أريحا أمس بحضور وثمثيل دولي وعربي نشاط جيد، ويجدر أن يكون جزءا من خطة وبرنامج متعدد ومتنوع لمواجهة إجراءات الضم وفرض السيادة التي يعتزم نتنياهو أن ينفذها في مطلع شهر يوليو القادم.
حين يقول ممثل الأمم المتحدة ميلادينوف في اللقاء الجماهيري: إن خطة الضم ضد القانون الدولي، وستقضي على حلم السلام وإقامة الدولة الفلسطينية، فإنه قول جيد، وموقف منصف، ومقاربة دبلوماسية معتبرة وواضحة.
وحين يقول ممثل الاتحاد الأوروبي ( بورغسدورف) في النشاط: إن موقف الاتحاد الأوروبي واضح جدا من المخططات الإسرائيلية لضم أجزاء من الضفة الغربية، وإن الاتحاد الأوربي لا يعترف بأي سيادة إسرائيلية على الأراضي المحتلة في عام ١٩٦٧م بما فيها القدس الشرقية، وإن الضم انتهاك خطير للقانون الدولي، ويقوض حل الدولتين، وهو مرفوض من قبلنا. فهو قول جيد وموقف معتبر ومقدر، ولكن ثمة حاجة ماسة وعاجلة لترجمة هذه المواقف إلى أعمال وإجراءات، وإن استدعى الأمر إلى عقوبات تفرض على دولة الاحتلال.
وحين يقول صائب عريقات إن فلسطين تمكنت من جمع ائتلاف دولي من ١٩٢ دولة ضد خطة (إسرائيل) لضم أجزاء من الضفة، هو نشاط سياسي ودبلوماسي جيد ومهم، ولكنه ليس كافيا لإيقاف مخططات الضم.
وحين تتحدث السلطة عن اجتماع لمجلس الأمن، أو عن نشاط لجمع الجمعية العامة للأمم المتحدة لأخذ قرار يدعم الحقوق الفلسطينية ويندد بالإجراءات الصهيونية الأحادية، هو أيضا نشاط فلسطيني جيد، ومعتبر، ولا نستغني عنه، ولكنه غير كاف لمنع (إسرائيل) من المضي قدما في عمليات الضم.
نعم، كل ما تقدم آنفا هو نشاط جيد ومعتبر، ولكنه غير كاف البتة، لأن (إسرائيل) تستطيع تجاوز كل هذه الأنشطة، والمواقف الدبلوماسية الإعلامية، ولكنها بكل تأكيد لا تستطيع تجاوز أمرين: الأول الأنشطة الكفاحية المقاومة التي يجب أن تكون جزءا من الخطة الفلسطينية لمواجهة الضم ومنعه، والنشاط الدبلوماسي والجماهيري هو الغطاء الطبيعي والقانوني للعودة القوية للمقاومة.
والأمر الثاني، هو العمل على تحويل الموقف العربي، وبالذات الأردني والمصري إلى إجراءات عملية، كوقف العمل بالاتفاقيات الموقعة، وبتجميد العلاقات الدبلوماسية ، وسحب السفراء، ومن مكملات هذه الإجراءات العملية، هو الضغط على المجتمع الدولي لتحويل مواقفه المناهضة للضم، إلى إجراءات عملية، ضاغطة على الاحتلال، ومنها الاعتراف بدولة فلسطين على كامل أراضي١٩٦٧م.
أنشطة جيدة، تحتاج إلى أعمال وإجراءات جيدة وقوية. والعودة للمقاومة هي مركز الفعل المؤثر في مواجهة قرار الاحتلال، ودون العودة للمقاومة، فإن كل الإجراءات الأخرى لا تمنع العدو من الضم وفرض السيادة، هذه دعوة ليست عدمية، ولا دعوة للعنف، ولكنها دعوة موجبة، وفيها ممارسة لحق الدفاع عن النفس بموجب القانون الدولي. وإذا لم نقم بالفعل هذا، قام به غيرنا، سنة الاستبدال ماضية بقانون الكون والقدر.