يزعم بعض القادة، والمسئولين في مخاطبتهم لدول العالم أن حماس تستفيد من الضم الذي يعتزم نتنياهو السير فيه. هم يقولون بالضم تقوى حماس، ويقوى العنف؟! وهذا لعمري كلام ساقط في ميزان العمل الوطني، والقومي، والسياسي؟!. فهل لهذا الكلام اللامسئول منطق موجب للحصول على تأييد دول العالم لرفض الضم؟! وهل يصحّ هذا المنطق في المقاييس الوطنية والقومية؟! هذا المنطق الهابط يعني أنك تستدعي دول العالم للوقوف معك ضد حماس؟! وأنت حين تخوف العالم من حماس تعلن بصريح العبارة أنك تعادي حماس، وتطلب من العالم التوافق على حصارها، من خلال منع (إسرائيل )من ضم الضفة وفرض السيادة عليها؟!
وهنا نقول : لهؤلاء هب أن الضم وفرض السيادة يضعف حماس ويشل قدراتها، فهل أنتم في هذه الحالة مع الضم، وتؤيدون فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة؟! نريد أن نعرف من قادة السلطة وقادة بعض الدول العربية الذين خطوا هذه التصريحات اللفظية والمكتوبة: هل مشكلتكم مع الضم، أم مشكلتكم مع حماس؟! إذا كانت مشكلتكم مع الضم لأن الضم يمنع قيام الدولة الفلسطينية، ويهدد مصالح الأردن والعرب، ويدمر مستقبل الأجيال الفلسطينية، فإن حماس تقف معكم، وأمامكم في مقاومة الضم، وإحباطه.
وإن كانت مشكلتكم مع حماس، أو قل مع مشروع حماس المقاوم، فإن حماس الحركة لا تستفيد من الضم وفرض السيادة، بل إن ما تفعله (إسرائيل) هو إجبار الشعب الفلسطيني على الكفر بمشروع المفاوضات، والعودة للمقاومة والكفاح المسلح. ولا ذنب لحماس في هذه المسألة، وحماس لا تستفيد من الضم، ولكن مشروع المفاوضات الذي أنتج أوسلو، ووادي عربة، هو الذي سيخسر الأرض التي وقف عليها عشرات السنوات المنصرمة يقنع الفلسطينيين أنه الطريق الوحيد لإقامة الدولة، والتخلص من الاحتلال؟!
المشكلة أن حماس، وكل مكونات المقاومة، قالوا هذا منذ بزوغ أوسلو للعلن، وقالوا إن مشروع المفاوضات مشروع فاشل، وإن الرعاية الأميركية رعاية كاذبة ومنحازة، ثم جاءت السنوات، وأعمال حكومات الاحتلال لتثبت للشعوب أن أوسلو وعربة لم يكونا خيارا جيدا للشعب وللقضية، وأنه كان خيار الضعف والوهم الذي أوصلنا إلى حالة الضم التي قرر نتنياهو فرضها علينا، تحت سمع وبصر دول العالم؟!.
يجدر بقادة السلطة وغيرهم أن يكفوا عن استخدام ورقة حماس والمقاومة كفزاعة من ناحية، وكورقة استجداء للتأييد الأوروبي. ثمة مبادئ يقوم عليها الموقف الفلسطيني الوطني، أقلها وأكثرها جلاء أن الضفة أرض فلسطينية محتلة، وإخراج الاحتلال منها واجب وطني، بحماس، ودون حماس، وأن الضم يضر بحماس وفتح وبالكل الفلسطيني، ومن يخوف الدول بحماس وبالعنف يسلك طريق الشيطان، ويلعب في الساحة الوطنية لعبة المنافقين والأشرار.