فلسطين أون لاين

الرخاوي ..خِدعةٍ كلفته 12 سنة في سجون الاحتلال

...
الأسير المحرر شادي الرخاوي (تصوير ربيع أبو نقيرة)
رفح - ربيع أبو نقيرة

لم يدر في ذهن الأسير شادي عبد الله الرخاوي، يوما، أن ينتقل من السجون المصرية إلى سجون الاحتلال الإسرائيلي، ليقضي فيها حكما 12 سنة، بعد قضائه قرابة السنتين في السجون الأولى.

تضحية الأسير الرخاوي الذي تمنى أن تكون من أجل وحدة الوطن، ليست وحيدة في عائلته التي قدمت ثلاثة شهداء، وثلاثة أسرى أمضوا نحو ثلاثة عقود من الزمن في سجون الاحتلال وهم أشقاؤه أكرم وعبد الرحمن وأيمن، على مدار العقود الأربعة الماضية.

وأفرجت سلطات الاحتلال عن الرخاوي، أمس الأول، بعد قضاء محكوميته البالغة 12 سنة، متنقلا خلالها بين السجون، بتهمة مقاومة الاحتلال والمشاركة في عمليات تهريب السلاح عبر الحدود المصرية الفلسطينية.

الفرحة التي ذاق طعمها بعد الإفراج عنه ووصوله إلى منزله في مخيم يبنا في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، لم يستطع وصفها بالكلمات؛ لكنها تبقى منقوصة، لأنه لم يجد حضنا كبيرا يعوضه وجع الأسر ومرارته على مدار عقد ونصف من الزمن.

الحضن الذي كان يحلم به الأسير المحرر الرخاوي، هو حضن والدته التي زارته في سجنه مرة واحدة عام 2005، -حرمت من زيارته بحجة المنع الأمني- قبل رحيلها عن الدنيا عام 2011، وتمنى أن تفرح لحريته وتطلق زغاريدها، وتختار له عروسا يكمل معها بقية حياته.

وقال المحرر الرخاوي: "كنت في سجن بين أربعة جدران، جميع حواسي معطلة، واليوم أنا حر بين أهلي وأحبابي، وأحمد المولى تعالى أن مَنّ علي بالفرج والحرية"، متمنيا حرية جميع الأسرى من سجون الاحتلال وظلمه.

وأشار إلى أن إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلية تشن هجمة شرسة على الأسرى وتنكل بهم بشكل يومي، الأمر الذي دفع الأسرى لقرار الإضراب عن الطعام في يوم الأسير الفلسطيني، للفت أنظار العالم لمعاناتهم.

وأكد على رسائل الأسرى للخارج، الداعية للوحدة الوطنية، خاصة أنهم ضحوا بأعمارهم من أجل وحدة الوطن وليس تقسيمه، قائلا: "الرسالة للقادة والمقاومة هي العمل بكافة السبل من أجل تحريرهم وكسر قيودهم".

وحول الساعات الأخيرة قبل الإفراج عنه، أوضح أن الاحتلال تلاعبوا بأعصابه، وأحضروه من سجن "ريمون" إلى حاجز بيت حانون "إيرز" قبل إطلاق سراحه بيوم ومكث فيه حتى ساعات الليل، ثم أعادوه إلى سجن "عسقلان" ليقضي ليلة، ثم جلبوه إلى ذات الحاجز مرة أخرى وتأخير الإفراج عنه.

التضحيات مستمرة

بدوره، أوضح شقيقه الأسير المحرر عبد الرحمن الرخاوي، والذي أمضى 9 سنوات سابقا في سجون الاحتلال، أن اللحظات الأخيرة كانت صعبة على الأهل، تخللها القلق والخوف والانتظار، خاصة أن الاحتلال تلاعب في أعصابه وأعصاب أهله وذويه على مدار يومين.

وقال الرخاوي لصحيفة "فلسطين": "بالإفراج عن شادي خلت سجون الاحتلال من عائلة الرخاوي، ونتمنى أن يتم تبييضها من جميع الأسرى وعقد صفقات مشرفة ليخرجوا إلى أهلهم محررين".

ولفت إلى أن قضية فلسطين كبيرة تستحق التضحيات، قائلا: "مهما فعلنا لا نفي حق فلسطين والقدس، وتضحياتنا في عائلة الرخاوي مستمرة حتى تحرير فلسطين وتوفير حياة كريمة لشعبنا".