فلسطين أون لاين

عنتريات

"قال القيادي في حركة فتح عزام الأحمد إن حركته لم تبلغ حتى اللحظة بموقف حماس حول مشاركتها في المجلس الوطني. وأضاف أنه سيجري اتصالات مع قيادة حماس لمعرفة ردها الأخير، موضحًا أنه في حال إصرار الحركة على مواصلة الانقسام فإنها ستكون غير مؤهلة للمشاركة بالمجلس الوطني القائم أو الجديد، موضحًا أنه بذلك سيتم عقد المجلس خلال شهرين".


لست أدري عن أي مجلس وطني يتحدث عزام الأحمد؟! ولا عن أي انقسام يتكلم؟! فكل الفلسطينيين يعلمون بأن المجلس الوطني، أو قل بقايا المجلس الوطني، منتهي الصلاحية منذ سنوات، ولا يمارس رئيسه ولا الأعضاء المتبقون فيه على قيد الحياة أي شكل من أشكال العمل الديمقراطي الناضج والمكتمل. وهم رهن إشارة رئيس السلطة ودعوته فقط، ولا يناقشون إلا الموضوعات التي يطرحها رئيس السلطة فقط.


نحن نعلم أنه تمّ تشكيل لجنة من الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية لتجديد مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية بحسب اتفاقات القاهرة، ولكن رئيس السلطة محمود عباس يعطل اجتماعات هذه اللجنة، ولا يدعوها للعمل.


ونحن نعلم أن حماس وقعت على اتفاق المصالحة في القاهرة، ثم تنازلت عن حكومتها الشرعية في اتفاق الشاطئ وفق شروط محددة، من أجل إنهاء الانقسام، ولكن رئيس السلطة تمكن من أخذ ورقة شرعية الحكومة من يد إسماعيل هنية، وضرب عرض الحائط ببقية الاتفاق، وتخلى عن غزة، ومنع وزراء حكومة التوافق من الاتصال مع الوكلاء في غزة، ما جعل غزة تعيش في فراغ، أو شبه فراغ إداري وغير إداري، لذا لجأ المجلس التشريعي لمعالجة هذه المشكلة بحسب صلاحياته من خلال ما أسماه اللجنة الإدارية.


نستنتج مما تقدم أن حماسهي الجهة الوحيدة الحريصة على المصالحة وإنهاء الانقسام، وأن الذي يعطل هذا التوجه هو محمود عباس نفسه الذي لا يحمل ودًا لغزة، بل يهملها ولا يأتي على ذكرها إلا في التصريحات التحريضية على حماس. والأسوأ من تحريضاته تحريضات عزم الأحمد الذي اعتاد تلفيق الأمور واللغة المتشنجة التي تميل عادة لاتهام حماس بعكس ما هو في الواقع، على قاعدة رمتني بدائها وانسلت؟!.

حماس والفصائل الوطنية والإسلامية الأخرى تبحث عن مجلس وطني حقيقي يمارس مهامه بشكل وطني وديمقراطي، دون إملاءات من السلطة التنفيذية التي تعودت على التدخل في أعمال المجلس من الراحل ياسر عرفات رحمه الله، أما مجلس وطني بمقاس عزام الأحمد وعنترياته المتكررة فحماس لا تبحث عنه ولا تقبل أن تكون ديكورا فيه. حماس تبحث عن مجلس وطني قادر على مراجعة السنوات العجاف وهي سنوات ما بعد أوسلو، وأن يضع خطة مكتملة لمواجهة تحديات الصراع مع العدو، الذي بات يبحث عن حل للقضية مع دول الإقليم لا مع الفلسطينيين، لا سلطة ولا غيرها.