فلسطين أون لاين

في ضيافة "فلسطين".. نشطاء يكشفون "خبايا مواقع التواصل"

...

المحتوى النوعي والقدرة على صناعته عبر الموبايل، وطرق تجنيب الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي الحظر، بعض ما تناوله صحفيون ونشطاء في الإعلام الجديد، خلال ورشة عمل استضافتهم فيها صحيفة فلسطين، أمس.

ويتخذ النشطاء منصات التواصل الاجتماعي لنشر الأحداث التي تتعلق بقضيتهم الفلسطينية، والقصص التي تهم الجمهور، دون أن يخلو هذا الطريق من العقبات والتحديات.

الورشة التي أدارها مدير تحرير صحيفة فلسطين مفيد أبو شمالة، وحضرها مدير عام الشؤون المالية والإدارية هيثم السك، ولفيف من الصحفيين في الصحيفة، شارك فيها الصحفيون النشطاء في مواقع التواصل: مثنى النجار، وحسن اصليح، وهاني الشاعر.

الصحفي النجار عرض تجربته في الإعلام الاجتماعي، التي بدأت منذ 2007، قائلًا: إدارة موقع فيسبوك "مجحفة" بحق النشطاء الفلسطينيين خاصة في الآونة الأخيرة، حيث تشن كل فترة وأخرى هجومًا على الحسابات الفلسطينية، وكان حسابي من ضمنهم، بعد أن وصل عدد المتابعين فيه 135 ألف متابع.

وأنشأ النجار ما يقارب 30 حسابًا وفي كل مرة يغلق حسابه رغم تجنبه استخدام بعض المصطلحات التي يراها فيسبوك متعارضة مع سياسته كـ"الأسير، والشهيد" وغيرها.

ويضيف أنه بصفته فلسطينيًّا، أحيانًا تتغلب عليه العاطفة في استخدام هذه المصطلحات لنشرها ولكنها تسبب له الحظر وتفقده الحساب والتواصل مع المتابعين.

ولم يأل جهدًا في البحث عن مواقع أخرى لنشر الأحداث والقضايا التي تهم الشارع كـ"الباز" و"التلجرام"، ولكن يواجه مشكلة عدم شيوع استخدامها بين الناس مقارنة بغيرها.

ويدعو النجار إلى التوجه نحو الإعلام الرقمي والمواد الصحفية المصورة، والاعتماد على صحافة المحمول لتقديم الأخبار بشكل مختصر وسريع، واستثمار كل الأدوات التي تسهل الوصول للمادة الصحفية، مع مواكبة كل التطبيقات الخاصة بالهاتف المحمول.

ويمتلك النجار هاتفًا محمولًا وإنترنت وبرامج خاصة بالمونتاج ليواكب النشر على مدار الساعة، مؤكدًا أهمية البث المباشر في تعزيز التواصل مع الجمهور، وتعزيز المصادر تكوين علاقات مع الجميع.

من جهته يروي الصحفي الشاعر تجربته في الإعلام الجديد واستخدامه لتطبيقات الهاتف النقال، قائلًا إن أكثر من 90% من التقارير التي يعدها تكون باستخدام هاتفه المحمول من كتابة وتحرير، وكذلك التصوير والمونتاج، وقد كان ذلك على حساب صحته من ناحية النظر، ولكنه انتهج ذلك بهدف السرعة في النشر.

ويشير إلى ضرورة وضع قائمة محدثة بالكلمات التي يحظر فيسبوك استخدامها، فأسلوب تقطيع الكلمات الذي يعتمده كثيرون للكلمات المحظورة، كوضع فراغات أو ما شابه، لا يجدي نفعًا، مبينا أن فيسبوك يحظر نشر رايات حركات المقاومة الفلسطينية.

ويوضح الشاعر أن ما يميز مواقع التواصل الاجتماعي صناعة المحتوى الخاص، والابتعاد عن التقليد، وأن يصاغ بشكل جذاب، إلى جانب العمل على غزارة النشر وعدم الانقطاع.

ويتابع: "من الضروري اللجوء لأساليب مختلفة في النشر كعمل إنفوجرافيك، وإنفوفيديو، ونشر أسئلة تفاعلية مع الجمهور، فالمحتوى المرفق للصور والفيديو هو الأكثر تفاعلًا من قبل الجمهور والقراء، والبحث عن الأشياء الغريبة والمثيرة، وطرح تساؤلات واستطلاعات رأي، والرصد والمتابعة لتغذية الصفحات".

ويلفت إلى أن تدشين صفحة على فيسبوك باسم "فلسطين أون لاين" تابعة لصحيفة فلسطين، رغم حذفها أكثر من مرة هو نقلة نوعية تحسب للصحيفة.

هيكلية متكاملة

الصحفي اصليح بدوره، منذ أكثر من عام ونصف لم يتمكن من إنشاء صفحة خاصة به تساعده في متابعة الأخبار والأحداث بسبب محاربة إدارة فيسبوك حساباته، والصفحة التي يديرها على ذلك الموقع تحذف باستمرار.

ويقول اصليح: "لا بد أن يكون للصحفي علاقات ومصادر من جهات رسمية وغير رسمية، حتى يتمكن بفترة وجيزة من الوصول إلى الخبر".

ويلفت إلى أهمية استخدام التيليجرام، مبنيًا أن عدد المتابعين في قناته وصل إلى 70 ألفًا، وهو يعمل على توعية الكثير من الصحفيين والمؤسسات تجاه هذا التطبيق، إلى جانب تويتر لتمكنه من الوصول إلى العالم الخارجي بشكل أكبر من فيسبوك.

من جهته يوضح مدير تحرير صحيفة فلسطين، أن الصحيفة هي الأولى الصادرة يوميًّا في قطاع غزة، حيث خلا تاريخيًّا من وجود صحيفة يومية فيه، وقبل انطلاقها كان هناك صحفيون يراسلون صحفًا تصدر خارجه.

ويقول أبو شمالة: "فلسطين" هي الصحيفة اليومية الوحيدة التي تصدر في قطاع غزة، الذي كان متعطشًا لوجود صحيفة يومية قبل صدورها، ومنذ تاريخ انطلاقها في الثالث من مايو/أيار 2007 إلى اليوم تطبع يوميًّا وتحتجب فقط في الأعياد الرسمية.

ويشير أبو شمالة إلى أن هناك هيكلية كاملة متكاملة للصحيفة، حيث هناك مدير تحرير وسكرتير تحرير، ورؤساء لأقسام الأخبار والأسرة والمجتمع، والرياضة، وصحفي متخصص في الصحافة العربية والدولية، ومخرجين ومصورين صحفيين.

ويضيف: "الصحيفة هي صحيفة الكل الفلسطيني، وترفع شعار حارسة الحقيقة والذي نعمل عليه ليل نهار، وإطلاع القارئ الفلسطيني والعربي على القضية الفلسطينية، وتشرحها للعالم من خلال حضورها الدائم، وخاصة في قضايا الثوابت في كل أعدادها، فالقدس لا تغيب عن تقارير فلسطين، وقضية اللاجئين وحق العودة، والأسرى ومستجدات واقعهم الأليم وتضحياتهم وغيرها من القضايا".

ويبين أبو شمالة أن الصحيفة تنتهج خطًّا هادئًا وموضوعيًّا في تقديم الخبر وشروحاته، فلا تبحث عن ضربات إعلامية عبر الإثارة، أو النعرات.

وتضم الصحيفة 50 صحفيًّا وفنيًّا في مجال الصحافة، و40 في المجال الإداري والمحاسبي؛ وفق أبو شمالة.

ويوضح أن الصحيفة لاحظت تراجعًا في ظاهرة القراءة في المجتمع الفلسطيني والعربي، لذلك تطلق الصحيفة في الأول من يوليو/ تموز المقبل، خطتها التطويرية بعنوان نهضة "اقرأ فلسطين" تسعى من خلالها إلى إعادة روح القراءة لدى الجمهور، وتستهدف مضامينها شرائح مختلفة خاصة مع تكبير الحجم الذي لم يعد يلبي الحاجة على الصعيد الاخباري والعلاقة مع المؤسسات، إلى جانب خلو الصفحات من الصور لزحمة الأخبار مع المفاضلة بينهم.

لذلك -والحديث لمدير تحرير صحيفة "فلسطين"- ستصدر الصحيفة مع بداية الشهر القادم بحجم أكبر وعدد صفحات أكبر، إلى جانب الموقع الإلكتروني ومنصات الصحيفة في مواقع وتطبيقات التواصل لا سيما واتساب وتويتر وغيرها، لافتًا إلى أن إدارة موقع فيسبوك حذفت صفحة الصحيفة التي كان يتابعها أكثر من مليوني شخص حول العالم.

من جهته يبين المدير الإداري والمالي هيثم السك أن الخطة التطويرية الجديدة للصحيفة تشمل المضمون والشكل والإعلام الرقمي الذي سيزيد الاهتمام به بشكل يلامس رغبات الجمهور وتطلعاتهم، لافتًا إلى أن الخطة تستهدف تعزيز القراءة.