هل تعود المسيرات الشعبية إلى الحدود الفاصلة مع الاحتلال؟! هل يعود الإرباك الليلي؟! هل تعود البالونات المتفجرة؟! هذه أسئلة يجيب عنها الواقع، وتجيب عنها الأهداف، ولعل السؤال الأوجب يقول: ولِمَ لا تعود المسيرات، وأشكال المقاومة المرتبطة بها؟!
الطبيعي أن تعود هي وغيرها. الطبيعي أن تشتد مقاومة الشعب والفصائل. الطبيعي أيضا أن تعود المقاومة إلى الضفة الغربية على نطاق واسع. أما لماذا تجدر العودة هذه، في هذه الأيام التي نحياها، فالجواب يكمن في محورين على أقل تقدير:
المحور الأول يقول نحن فلسطينيًّا مجتمع تحت الاحتلال، ومن كان تحت الاحتلال، ويبحث عن التحرير وتقرير المصير عليه أن يقاوم الاحتلال حتى يصل إلى أهدافه. ونحن فلسطينيا لم نصل إلى أهدافنا، وعليه فالمقاومة في قاموسنا واجبة وطنيا، وما من شعب وقع تحت الاحتلال نال حريته بغير المقاومة، ومن ثمة فإن فترات التهدئة ليست أصلا في العلاقة مع العدو، بل هي حالات استثنائية واستراحة مقاتلين.
والمحور الثاني يقول إن التهدئة، وتفاهماتها، لم تحقق أهدافها، ولم يلتزم العدو المحتل بشروطها، ولم يفِ بالتزاماته، لا سيما في إدخال المساعدات القطرية، ووقف الانتهاكات الحدودية اليومية، أضف إلى ذلك أن حكومة الاحتلال تريد أن تستغل التهدئة في غزة لتذهب إلى عملية ضم الضفة وفرض السيادة عليها دون مقاومة من غزة!
هذه المعادلة الحالمة إسرائيليا لن تتحقق، وغزة ستفجر التهدئة قبل بدء إجراءات الضم، آخذة بحقها في المقاومة حتى التحرير وتقرير المصير، وآخذة بواجب الرد القوي ضد عمليات الضم المخالفة للقانون، والهادمة لفكرة التحرير التي تقود العمل الفلسطيني.
تقارير الجيش المرفوعة لغانتس تقول إن غزة ذاهبة للانفجار، والإرباك الليلى عائد، والبالونات الحارقة انطلقت، وعملية تبادل الأسرى في الثلاجة، وهذه التقارير لا تجانب الحقيقة أو الواقع، فغزة لن تنتظر الضم لتشعل المقاومة، ولن تنتظر إبر التخدير ومساومات العدو حول المنحة القطرية.
الأيام القريبة القادمة حبلى بكل جديد، وعلى المجتمع الدولي أن يلوم الاحتلال على تصرفاته التي تسرع أعمال المقاومة الفلسطينية. وإذا لم يتمكن المجتمع الدولي من إيقاف عملية الضم وفرض السيادة فعليه تشجيع المقاومة الفلسطينية، فربما تستطيع ذلك.
لذا نحن لا نسأل هل تعود المسيرات وأعمال المقاومة؟ بل نقول: لماذا لا تعود، وبشكل يتعب العدو، ويرهق الاحتلال والمستوطنين؟! أهدافنا تتحقق في استمرار المقاومة، وتفعيلها في الضفة الغربية، رغم أنف الرافضين لعودتها، وأهدافنا تتراجع في غياب المقاومة.