في الوقت الذي أُعلن فيه عن إعادة فتح أبواب المسجد الأقصى المبارك، أمام المصلين بعد إغلاقه بسبب تفشي فيروس "كورونا"، صعّدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من سياسة إبعاد النشطاء والمرابطين والرموز الدينية عن الأقصى.
وتتخذ سلطات الاحتلال من تفشي "كورونا" ذريعة لممارسة سياساته العنصرية وإفراغ المسجد الأقصى من رواده، وتطبيق وسائل الحماية والوقاية.
وسلّمت سلطات الاحتلال، بداية الأسبوع الجاري، إبعادات عن الأقصى للصحفية المقدسية سندس عويس لمدة 3 أشهر والمقدسية رائدة سعيد لمدة 5 أشهر، بعد استدعائهما للتحقيق الى مركز شرطة القشلة بالقدس القديمة.
واعتقلت عويس من ساحات الأقصى يوم الأحد قبل الماضي "بعد ساعات من إعادة فتحه"، وحولت إلى مركز شرطة باب السلسلة التابعة للاحتلال، وأفرج عنها بشرط الإبعاد عن الاقصى لمدة أسبوع والحضور مجدداً فور انتهاء الفترة.
وتقول سعيد (46 عاماً) لصحيفة "فلسطين"، إن الاحتلال اعتقلها يوم إعادة فتح الأقصى خلال جلوسها قرب المسجد القبلي، واقتادها إلى مركز تحقيق "بيت الياهو" التابع لشرطة الاحتلال في منطقة باب السلسلة بالمسجد الأقصى.
وتضيف سعيد التي تنحدر أصولها من مخيم شعفاط شمال شرق مدينة القدس، أن شرطة الاحتلال احتجزتها قرابة ربع ساعة للتحقيق معها ووجت لها تهمة "إقامة مظاهرة في الأقصى"، وأبلغتها بالحضور مجدداً بعد أسبوع.
وتوضح سعيد وهي أم لستة أطفال، أنها توجهت صباح السبت، إلى مركز التحقيق، وسلّمها قرار إبعادها عبر "الشباك" فوراً، لمدة خمسة شهور، علماً أن هذا الإبعاد هو السابع لها.
وتشدد على أن "الاحتلال يسعى لفرض سيطرته على الأقصى والمقدسيين من خلال التضييق عليهم بشتى الوسائل، دون أي رادع أو محاسبة من أي جهة"، مشيرةً إلى أن هذه الاجراءات ليست جديدة عليهم.
وتنبّه إلى أن سياسة الإبعاد ازدادت بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة، وذلك ضمن محاولات الاحتلال للتضييق على المقدسيين وترهيبهم، بهدف إبقاء الأقصى فارغاً من رواده.
ونهاية مارس/ آذار الماضي، علقت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس دخول المصلين إلى الأقصى، ضمن تدابير مكافحة جائحة كورونا، قبل أن تعيد فتح المسجد الأحد الماضي، ضمن إجراءات وقائية واحترازية.
إلى ذلك، أكد الناشط المقدسي أمجد أبو عصب، أن الاحتلال يسعى لتفريغ المسجد الأقصى من المقدسيين والمصلين، من أجل تنفيذ مخططاته وإقامة حلمه بإقامة الهيكل المزعوم مكان الأقصى.
وأوضح أبو عصب لصحيفة "فلسطين"، أن سياسات الاحتلال العنصرية ضد الأقصى "لم تتوقف"، مشيراً إلى أنه اعتقال المئات من أبناء الشعب الفلسطيني في القدس والضفة وأبعد العشرات عن الأقصى.
وبيّن أن الاحتلال لديه مخططات في الأقصى، ويسعى من خلال إجراءاته العنصرية ومنها "الإبعاد" للإسراع في إحكام سيطرته عليه، مستغلاً انشغال العالم بتفشي فيروس "كورونا".
ووصف الإبعاد بأنه "سياسة مؤلمة خاصة لمن تعلقت قلوبهم بالأقصى"، مطالباً الكل الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية بإعلان موقف واضح بأن الأقصى حق خالص للمسلمين وجزء مهم من القرآن.
ودعا أبو عصب إلى ضرورة تخصيص مجموعة من المحامين وخبراء القانون للوقوف أمام المحاكم الإسرائيلية والدفاع عن المُبعدين والمُعتقلين.
وأبعدت سلطات الاحتلال الخميس الماضي الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الاسلامية العليا وخطيب الاقصى لمدة 4 أشهر، وعضو المجلس التشريعي جهاد ابو زنيد والشيخ عبد الله علقم أمين عام عشائر القدس وفلسطين ورئيس الحملة الشعبية لنصرة القدس، والقيادي في حركة فتح حمدي دياب عن الأقصى لمدة أسبوعين، والشاب نظام أبو رموز عن البلدة القديمة لمدة أسبوعين، والشاب محمد الدقاق لمدة 5 أشهر.