فلسطين أون لاين

​ (إسرائيل) قتلت 4 أطفال واعتقلت 300 آخرين منذ بداية 2017

الطفولة الفلسطينية تنزف ألمًا تحت نير الاحتلال

...
الاحتلال يعتقل طفل فلسطيني (أرشيف)
رام الله / غزة - صفاء عاشور

رغم أن الديانات السماوية قد كفلت الحقوق الإنسانية للبشرية، إلا أن الطفل الفلسطيني لا يزال فاقدًا لمعظم الحقوق التي يتمتع بها أطفال العالم، بدءًا من الحق في الحياة وليس انتهاء من أبسط الحقوق الثانوية.

ووصل عدد الأطفال الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العام الحالي إلى 4 أطفال، واحد في قطاع غزة و3 في الضفة الغربية والقدس، إضافة إلى اعتقال 300 طفل ولا يزالون يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

قتل واعتقال

مدير برنامج المساءلة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في الضفة الغربية، عايد أبو قطيش، أكد أن هناك انتهاكًا واضحًا لحقوق الطفل في الأراضي الفلسطينية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، لافتًا إلى أن من أبرز الحقوق انتهاكًا هي الحق في الحياة.

وقال لصحيفة "فلسطين": إن "الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال وثقت منذ بداية العام الحالي لاعتقال ما يقرب من 300 طفل فلسطيني، وهو ما يمكن اعتباره خرقًا واضحًا لمعايير القانون الدولي الإنساني".

وأضاف قطيش أن السنتين الماضيتين شهدتا تصاعدًا في استهداف الاحتلال للأطفال وارتفاع أعداد من يتم اعتقالهم وقتلهم، منوهًا إلى أن هذه العمليات تتم في ظروف تؤكد أنه ليس هناك دواعٍ تستدعي مثل هذه الإجراءات.

ونوه إلى أنه خلال العام الماضي وثقت الحركة عمليات قتل لـ35 طفلًا فلسطينيًا، بينهم ثلاثة من قطاع غزة و32 في الضفة والقدس.

وبين قطيش أن جميع عمليات القتل التي استهدف فيها الاحتلال الإسرائيلي الأطفال كان الهدف الأساس منها هو القتل، مؤكدًا أن هذه العمليات ستستمر في ظل إفلات الجنود الإسرائيليين من العقاب أو إدانتهم بأحكام مخففة للغاية.

وأشار إلى أن الأطفال الفلسطينيين يتعرضون بشكل دائم أثناء اعتقالهم لانتهاكات وإساءة بشكل كبير، حيث يمارس عليهم الاحتلال أساليب مختلفة لترهيبهم ونزع اعترافات تحت التهديد.

وأكد قطيش أن السنوات الماضية شهدت تصاعدًا في اعتقال الأطفال خاصة في الضفة الغربية والقدس، كما تعزز هذا الأمر بعدما تغيرت بعض القوانين الإسرائيلي التي تسمح بأسر الأطفال وتوجيه تهم مختلفة لهم.

ونوه إلى أن حقوق الأطفال الفلسطينيين جميعها حقوق منتهكة من قبل الاحتلال، خاصة في قطاع غزة في ظل الحصار المفروض عليهم، وهو ما يؤثر عمليًا في تمتع الأطفال في كافة حقوقهم وخاصة حقهم في الحياة، والتعليم الملائم وغيرها من الحقوق.

دعم قليل

من جهتها، أوضحت رئيسة قسم الأسرة ومنسق شبكات حماية الأكفال في وزارة الشؤون الاجتماعية هيفاء الجرجاوي, أن الجهود الحكومية المؤسسات الأهلية والمدنية في القطاع أصبحت قليلة للغاية في ظل ظروف الحصار التي يمر بها القطاع.

وأكدت لصحيفة "فلسطين"، أن هذه المساعدات شهدت تراجعًا ملحوظًا خلال السنوات الماضية، وإن حصل طفل على حق من حقوقه فهو يفقد حقوقًا أخرى كثيرة، بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الأهالي والمؤسسات الحكومية الداعمة.

وقالت الجرجاوي: إن "هناك جهودًا لمؤسسات حكومية وأهلية للعمل على توفير الحقوق اللازمة للطفل مثل الحق في الحياة، في التعليم والصحة والحماية والترفيه والدعم النفسي والنمو المتوازن وغيرها من الحقوق التي لا يحصل عليها الطفل في قطاع غزة".

وأضافت: "تأتي هذه الجهود في ظل عدم قدرة الأهالي على توفير جميع الحقوق للأطفال حتى أن أبسط الحقوق كالحصول على الغذاء ليست متوفرة لكل الأطفال، بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية عند كثير من الأسر وهو ما يترك أثارًا سلبية على الأطفال".

وبينت الجرجاوي أن من أبزر المشاريع التي تقدم فيها الوزارة خدمات للأطفال هي التي تتعلق بشيكات الشؤون الاجتماعية والتي تعتمد على تقديم مساعدات للأسر التي لديها عدد كبير من الأطفال".

ولفتت إلى أن عدد من يستفيدون من هذه المساعدات لا يقل عن 70 ألف أسرة وبالتالي فإن عدد الأطفال المستفيدين منها لا يقل عن 300 ألف طفل في قطاع غزة.

اعتقال الأطفال

من جهته، بين نادي الأسير أن 300 طفل فلسطيني تقل أعمارهم عن 18 عاما، وبينهم 14 فتاة قاصر لا تزال سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحتجزهم في سجونها، بين محكومين، وموقوفين.

وقال النادي في بيان صحفي بمناسبة يوم الطفل الفلسطيني: إن "سلطات الاحتلال اعتقلت منذ مطلع العام الجاري نحو (300) طفل، كان غالبيتهم من مدينة القدس المحتلة".

وأضاف: "من أبرز الانتهاكات والأساليب التي نفذتها سلطات الاحتلال بحق الأطفال، منها: اعتقالهم ليلًا، والاعتداء عليهم بالضرب المبرح، متعمدين القيام بذلك أمام ذويهم، وإطلاق النار عليهم قبل عملية اعتقالهم، واقتيادهم وهم مكبلو الأيدي، والأرجل، ومعصوبو الأعين، والمماطلة بإعلامهم أن لديهم الحق بالمساعدة القانونية، وتعرضهم للتحقيق دون وجود ذويهم، بما يرافق ذلك من عمليات تعذيب نفسي، وجسدي، إضافة إلى انتزاع الاعترافات منهم، وإجبارهم على التوقيع على أوراق، دون معرفة مضمونها".

في السياق ذاته، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: إن "أكثر من نصف الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة، بحاجة إلى "دعم نفسي"، نتيجة الهجمات الإسرائيلية المتتالية والحصار المفروض منذ عام 2007.

وأضاف في تصريح صحفي: إن "السياسات الإسرائيلية تلقي بظلالٍ خطيرة على مصير الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة ومستقبلهم لما لها من تأثيرات على واقع حياتهم، خاصة أن قطاع غزة يعد من أكثر مناطق العالم اكتظاظًا بالسكان".

وأردف: "أكثر من 50% من أطفال غزة، بحاجة للدعم النفسي، جراء الانتهاكات الإسرائيلية التي لا تعبأ بطفولة الأطفال الفلسطينيين، ولا بحقهم في العيش بأمان".

وتابع المرصد: "إن الأوامر والأنظمة العسكرية التي يخضع لها الفلسطينيون، والتي تسري على الأطفال بطبيعة الحال، تتضمن مخالفات جوهرية للقانون الدولي"، لافتًا النظر إلى أن الأطفال في الضفة الغربية، يتعرضون لانتهاكات إسرائيلية.