" إذا استمر هذا الوضع -يقصد الضم- سيتعين عليكم تحمل المسئولية الكاملة كقوة احتلال، وقد تعود الأمور كما كانت قبل اتفاقية أوسلو.
وقال: "إن الأجهزة الأمنية ستستمر في المحافظة على القانون، والنظام ، ومحاربة الإرهاب، ولكن ستعمل من تلقاء نفسها؟! وقال: سنمنع العنف والفوضى، لن نسمح بإراقة الدماء. هذا قرار إستراتيجي؟"، وقال: إذا هاجم فلسطيني إسرائيلي، سيعتقلونه إذا كان لايزال في الضفة الغربية، ولكن إذا كان المهاجم داخل إسرائيل بالفعل، فقد يحذرون إسرائيل من خلال وسيط، ثم قال: سأجد طريقًا لإيقافه؟!
هذا بعض ما ورد في مقابلة حسين الشيخ مع صحيفة نيويورك تايمز، بعد قرار عباس (التحلّل) من الاتفاقيات مع إسرائيل وأميركا. وفي كلام حسين الشيخ هذا إيضاح لموقف عباس والسلطة، وفيه وضع للنقاط على الحروف، ورفع صريح لِلَّبس التي حملته كلمات (التحلل والانفكاك) في بيان السلطة والحكومة.
السلطة وأجهزتها الأمنية ستواصل العمل ضد المقاومة في الضفة، وستعتقل كل من يهدد حياة إسرائيلي وستقدمه للمحاكمة إن كان الفاعل موجودًا في الضفة، وستقدم السلطة لـ(إسرائيل) كل المعلومات التي بها يمكن إيقاف أي عملية فدائية قبل وقوعها؟!!
حسين الشيخ يؤكد بقاء التنسيق الأمني بآلية تمنع الشعب من ممارسة المقاومة، وهو لن يعدم طريقه في إيقاف المقاومين؟! لأن عملهم ضد النظام والقانون؟! بل هو إرهاب وإراقة دماء؟! هل بقي لفتح بعد هذا الإيضاح الصريح، على لسان الشيخ لنيويورك تايمز، قدرة على الدفاع عن مواقف السلطة وأجهزتها، وكيف لفتح أن تواجه مطالب الفصائل والشعب في استعادة المقاومة ردًا على ضم (إسرائيل) للضفة الغربية.
حسين الشيخ القيادي في فتح، والوزير في السلطة، لم يقصد بتصريحاته إحراج فتح، أو كشف الغطاء عن السلطة، بل كان يقرر الحقائق التي اتفقت عليها السلطة والحكومة وفتح مؤخرًا، والتي حملت لغتها الموجهة للداخل الفلسطيني مناورة (الانفكاك والتحلل)؟!، التي تفتقر للمضامين المحددة، والإجراءات المحددة. ما قام به حسين الشيخ هو تحديد عملية المضامين والإجراءات أمام الصحافة الأميركية، وهذا هو موقف السلطة وحكومة اشتية المحدد، الذي جاء في بيان التحلل مراوغًا، يستهدف تضليل الشعب.
خلاصة كلام الشيخ: التنسيق الأمني قائم، بآلية تحقّق منع المقاومة. فلا تذهبوا بعيدًا، ولا تمنّوا أنفسكم بعودة المقاومة إلى الضفة الغربية. نحن نحتجّ على الضم وفرض السيادة، ولكن لن نسمح بتهديد مصالحنا التي ارتبطت بالسلطة من ناحية، وبالتنيسق من ناحية ثانية.
وكأني بالشيخ يقول: ارفضوا الضم، وفرض السيادة، ولكن لا تقتلوا محتلًا، ولا تريقوا دمًا، ولا تخرجوا على قانون السلطة (وإسرائيل)، لأن في الخروج إرهابًا لن تسمح به السلطة؟!