فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

"هند رجب" تحوَّل رحلة استجمام لضابط "إسرائيليّ" إلى مطاردة قانونيَّة بقبرص.. ما القصَّة؟

ترامب وإعادة رسم الجغرافيا السياسية للمشرق العربي

بخيام مهترئة.. النَّازحون في غزَّة يواجهون بردِّ الشِّتاء والمنخفض الجوِّيِّ

تقارير عبريَّة: هكذا هزمتنا فلسطين إعلاميًّا.. وأبو شمالة يعلِّق: الاعتراف نتاج للواقع الميدانيِّ بغزَّة

دبلوماسيّ سابق لـ "فلسطين أون لاين": استمرار الحرب على غزَّة يساهم في شلِّ قدرة الاحتلال

أوقعتْ 20 قتيلًا.. الداخليَّة بغزّة توضح تفاصيل حملةً ضد عصابات سرقة شاحنات المُساعدات

إنَّهم يألمون.. حزب اللَّه يكشف عن مصير ضبَّاط إسرائيليِّين توغَّلوا في لبنان (فيديو)

"ملحمةُ الطُّوفان".. القسّام تبث مشاهد لمخلفات جنود قتلى وبدلة ملطخة بالدماء في معارك شمال غزّة

تعذيب عبر "فتحة الزنزانة".. شهادات جديدة لأسرى من غزَّة يكشفون كيف تفنَّن الاحتلال في تعذيبهم

ضيف غير مرحَّب به بملاعب أوروبَّا.. هزائم رياضيَّة بأبعاد سياسيَّة لـ (إسرائيل)

رمضان شلح وسر الالتفاف الجماهيري

من تابع بيانات النعي على المستوى الرسمي والفصائلي والشعبي للمرحوم د. رمضان عبد الله شلح الأمين العام السابق لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، توقف عند الإجابة عن سؤال: ما سر الالتفاف الواسع حول القائد رمضان شلح؟

اجتهدت للإجابة عن هذا السؤال باسترجاع الذاكرة والإبحار في خطاباته وتصريحاته ومبادراته فخلصت للنتيجة التالية، التي لا تعطي الرجل كل حقه وإنما بعض السمات الأساسية التي أرى من الضروري توثيقها للأجيال القادمة في بضعة سطور:

د. رمضان شلح يجمع ثلاث صفات كانت سببًا في حالة الإجماع الوطني على شخصه، وهي: الإنسان، والمفكر، والقائد والزعيم.

أولًا: رمضان شلح الإنسان

يتمتع بإنسانية عالية مع كل من اقترب منه وتعامل معه، فكان يمتلك كاريزما تجعل من يتحدث معه لا يرغب بمفارقته، أسس مؤسسة مهجة القدس، وهي مؤسسة معنية بأسر الشهداء والجرحى، فكان حريصًا على أن يعيش هؤلاء بكرامة وعزة.

ثانيًا: رمضان شلح المفكر

صاحب رؤية وطنية واستقامة سياسية لا يهادن ولا يجامل في القضايا الوطنية، وكان يفكر بلغة الوطن لا الحزب، فكان فكره السياسي قائمًا على مثلث أضلاعه: فلسطين ووجوب تحريرها – الجهاد الأداة المثلى لتحقيق ذلك – الإسلام مرتكزًا وعقيدة.

ولعل من أهم العبارات التي قالها الدكتور رمضان شلح: "القدس تمثل لي جزءًا من ديني وعقيدتي، ومن يقل لي تنازل عنها فكأنما يقول لي احذف سورة الإسراء من القرآن".

ثالثًا: رمضان شلح القائد والزعيم

لم يكن قائدًا فقط بل كان زعيمًا لعب دورًا مهمًّا في الحياة السياسية بدءًا بتأسيس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، التي أصبحت حركة مقاومة رئيسة في الحالة الفلسطينية، لها من المؤسسات ما يؤهلها لأن تلعب دورًا بارزًا في المشهد الفلسطيني، أيضًا قاد د. شلح عدة مبادرات، لعل أهمها: مبادرته لإنهاء الانقسام السياسي من خلال نقاط عشر، وله من الأفكار السياسية الكثير من المقاربات التي تشكل مدخلًا للخروج من عنق الزجاجة، مثل: طلبه في عام 2014م إعلان غزة إقليمًا محررًا ونقل ثقل القيادة الفلسطينية إلى القطاع، وعلى صعيد العلاقات الخارجية كان ينطلق من مقولة: "نحن لسنا بندقية مأجورة"، في إشارة إلى محدد رئيس لعلاقات حركته بالعالم الخارجي، وكان ينطلق من: "إن من يقترب من فلسطين نقترب منه"، وكان يرفض الزج بالفلسطيني في سياسة المحاور والأحلاف (سياسة النأي بالنفس).

هذه الأسباب وغيرها جعلت شخص رمضان عبد الله شلح أيقونة وطنية، حازت إجماعًا وطنيًّا في استفتاء شعبي على برنامج المقاومة ونهج د. رمضان شلح.

رحم الله أبا عبد الله، وتعازينا لأمتنا العربية والإسلامية، ولشعبنا العظيم، ولحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.