نتنياهو يحشد جماعات المستوطنين خلفه في قرار البدء بضم ٣٠٪ من أراضي الضفة وفرض السيادة الصهيونية عليها. نتنياهو يعلم أن جماعات المستوطنين انقسموا إلى قسمين: قسم يؤيد عملية الضم بحسب صفقة القرن الأميركية، التي تشير أيضا لإجراء مفاوضات مع الفلسطينيين حول دولة فلسطينية. وقسم آخر أكثر تطرفا يرفض صفقة القرن، لإشاراتها إلى دولة فلسطينية، وهذا القسم يطالب بفرض السيادة الإسرائيلية على النسبة المذكورة، بل وعلى كل الضفة الغربية، دون الإشارة إلى دولة فلسطينية. هذا القسم من المستوطنين يرفض قيام دولة فلسطينية على أدنى بقعة من أرض الضفة الغربية؟!
نتنياهو الذي اجتمع مؤخرا وبصحبته ياريف ليفين زعيم حزب الليكود والعضو في رسم الخرائط ورئيس الكنيست، بالمستوطنين، أبلغ كلاهما المستوطنين أن عملية الضم وفرض السيادة ستكون في موعدها المقرر، وأنه لن يتم الإشارة لدولة فلسطينية في قرار الضم الذي سيصدر عن الحكومة قريبا، وسيتم توسيع المستوطنات المعزولة وربطها بالمستوطنات الكبيرة، ولن يتم تفكيك أي مستوطنة، ومن حق الإسرائيلي البناء في أي مكان في الضفة، لأنها أرض (إسرائيل)؟!
الفرصة التي وفرتها صفقة القرن من خلال زعامة ترامب لم تتوفر (لإسرائيل) منذ ٧٣ عاما، وعلى (إسرائيل) عدم تفويت هذه الفرصة، ويحظر علينا أن نشعر ترامب بعدم اهتمامنا بالصفقة.؟!
هذه التحذيرات والتوجيهات التي أطلقها نتنياهو وياريف، تؤكد أن الصفقة هي خطة (إسرائيل ) التي أعدها خبراء في دولة العدو. وأن نتنياهو ماض في تطبيق الإجراءات، وعلى المستوطنين بقسميهما تأييد قرارات ترامب وتوجهاته، واغتنام هذه الفرصة التاريخية.
(إسرائيل ) من حيث الواقع والوقائع اليومية، تسابق الريح كما يقولون في فرض السيادة والضم، وقد أصدرت فواتير كهرباء ومياه لسكان فلسطينيين في الأغوار تحمل ترويسة دولة ( إسرائيل )، الأمر الذي يعني أن إجراءات تطبيق الضم قد بدأت قبل مايو،؟!
العدو يسابق الريح في تنفيذ قراراته وخططه، ونحن الفلسطينيين نتسكع في أزقة قرارات مواجهة الضم؟! ونتسكع بحيوية أكبر في قرارات المصالحة والشراكة؟!، بل وتتسكع حكومة اشتية في متاهة اللعب على مشاعر الموظفين العموميين من خلال ضغطهم في قضايا الراتب لتحقيق أهداف سياسية؟!
نحن نتسكع في الأزقة، والمتاهات، التي يفرضها علينا العدو، أو التي نبدع نحن في إنتاجها لأنفسنا؟! وهم، أعني قادة العدو يعملون بجدية لدولتهم ولشعبهم المحتل لوطننا وأرضنا.؟! ويجعلون من الأزقة مساحات واسعة للمشاركة في القرار، وتعزيز إجراءات الدولة؟! متى يخرج قادتنا من أزقة الخلافات، إلى رحابة الشراكة الواسعة النطاق؟! ألا تستحق فلسطين منهم التضحية ببعض مطالب نفوسهم، وأشخاصهم، وأحزابهم؟! متى إن لم يكن الآن؟!