أبو عبد الله، رمضان شلح، الأمين العام الثاني لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، في ذمة الله، بعد سنوات طويلة من العمل الجاد من أجل التحرير وتقرير المصير، ومن العمل الجاد لخدمة الإسلام وتحقيق حلم العودة إلى الإسلام كما ورثناه نقيًّا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رحم الله الفقيد الراحل وأسكنه فسيح جناته، هذا ما تقوله جريدة فلسطين لذوي الفقيد وأهله، ولقادة حركة الجهاد من بعده.
نحن حين نترحم عليه وعلى شهداء فلسطين قاطبة، نذكر أنفسنا، ومن حولنا من القادة أن طريق الحرية ما زال طويلًا وشاقًّا، وأن عدونا الذي استوطن ديارنا بقوة السلاح، وبتأييد أشرار العالم، ما زال قويًّا في شبابه، وأن الانتصار عليه وهزيمته يحتاجان إلى قادة كبار، كرمضان، والياسين، والرنتيسي، قادة يتمسكون بمبادئ الحركة الوطنية الفلسطينية التي تأسست عليها الحركة الوطنية بعيد النكبة، قادة يحملون روح التحدي للعدو، وروح الحب والرحمة لشعبهم، قادة يرون في وحدة العمل الإسلامي والوطني فريضة شرعية، وضرورة وطنية، لا يتحقق التحرير إلا بها.
مضى رمضان، أبو عبد الله، إلى ربه، وقد قدم ما يستطيع لدينه ووطنه، ولا نزكيه على ربه، فهو أعلم به وبعمله، ولكنا نشهد بما علمنا وسمعنا، فقد علمنا أن الرجل كان قائدا وحدويا، وسمعنا منه خطابات وطنية وإسلامية أعلى فيها المبادئ الوطنية والإسلامية على المصالح الشخصية والدنيوية، وكان يأمر أفراد تنظيمه بترك النزاع مع الآخرين، والاهتمام بمقاومة العدو، والصبر على ألم التضحيات، فلا تحرير لفلسطين عنده بغير الدم. وكان هو صاحب كلمة: "المفاوضات مسخرة، وعبث". وقد ثبت للقاصي والداني اليوم في ظل مشروع الضم، أن المفاوضات كانت مسخرة، وعبث، بل أي مسخرة وعبث؟!
كان الفقيد رحمه الله قائدا يصرح بالحق الذي يراه، وحين تشتد الخصومة بين فتح وحماس كان يتدخل، ويكبح جماح الغضب عند الطرفين بالقدر الذي يستطيعه، وكان ينصح فتح بالتمسك بخيار المقاومة، والعودة إلى الأصول، وترك مشروع المفاوضات العبثية.
لقد فقدت فلسطين بوفاة رمضان قامة كبيرة في العمل الجهادي، وقيمة كبيرة في العمل القيادي المسؤول والملتزم، وحسبنا أنا فقدنا الجسد ولم نفقد الروح التي سكنته. حسبنا أنا فقدنا الرجل ولكنا لم نفقد المنهج. الأجساد تبلى، ومناهج الحق تبقى، ورمضان باقٍ فينا بمنهجه ومبادئه، فطوبى لمن ذكره الناس من بعد وفاته بعمله ومنهجه. رحم الله الفقيد، وتعازينا لحركته ولعائلته.