فلسطين أون لاين

"هنية" يشيد بالراحل "الكرد": كان يدًا معطاءة في مسيرة شعبنا

...
كلمة مسجلة لهنية في حفل تأبين الراحل الكرد (تصوير محمود أبو حصيرة)
غزة- جمال غيث

أشاد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية بالراحل الكبير رائد العمل الخيري في قطاع غزة الراحل أحمد الكرد "أبو أسامة".

وقال هنية في كلمة له خلال حفل تكريم وفاءً للراحل الكرد، إن فلسطين عامة وغزة خاصة برحيل الأخ الحبيب "أبو أسامة" فقدت رجلًا من رجالاتها المعطاءة المثابرة المجاهدة الحيوية.

وأضاف أن الكرد كان لا يعرف الكلل ولا الملل، ويدًا معطاءة، بَنَت في مسيرة الشعب والقضية في كل المجالات ومختلف القطاعات.

وأوضح هنية أن الكرد كان شخصية متكاملة، وصاحب قلب كبير وبسمة دائمة، وعمل في مجال التربية والدعوة، ويعتبر من أعمدة العمل الخيري في فلسطين، وبرز في العمل المؤسساتي والخيري.

ونوه بأن الكرد خرج وطاف بلادًا كثيرة ليوفر الدعم لصمود شعبنا، وليخفف عن أهالي الشهداء، والأسرى والجرحى وعوائلهم، والفقراء والمحتاجين، وكان يقاتل في جبهة العمل الخيري ليواجه المحتل، وليواجه الحصار الظالم الذي فُرض على قطاع غزة.

وأوصى هنية بالمضي على الطريق المبارك، طريق الخير والعطاء والبذل والتضحية، مبينًا أن غزة ستبقى وفية لشهدائها وأسراها وجرحاها، وكل أرض فلسطين وشعبها والقدس والأقصى.

وقال إن الرجال الذين يرابطون على ثغور الرباط، ويراكمون القوة من رجالات القسام الميامين وفصائل المقاومة، يؤكدون أننا نمضي قدمًا نحو العودة إلى كل أرض فلسطين، والصلاة في المسجد الأقصى المبارك.

وأضاف رئيس المكتب السياسي أننا سنعود إلى قدسنا وأقصانا للصلاة والرباط فيه، ونحرره من دنس المحتل، ونطرده من القدس وكل أرض فلسطين المباركة.

وشدد على ألّا خطط الضم ولا صفقة القرن ولا شطب حق العودة ولا محاولات التهويد داخل الأرض المحتلة عام 48 ولا استمرار حصار غزة يمكن أن يؤمن مستقبل هذا المحتل على أرض فلسطين، متابعا "سندحره بإيماننا بالله، وبتوكلنا عليه، وبتراكم القوة، وبوحدة شعبنا، وبتماسك صفنا.

بدوره، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس د. خليل الحية: "نجتمع اليوم أمام قامة من قامات فلسطين وأمام لوحة متكاملة من الشخصيات النادرة التي تُقدمها فلسطين اليوم تفخر بها فهي نتاج غزة".

وأضاف: "نقف اليوم لنكرم رجل ورائد ومبادر العمل الخيري الذي عاش لهذه القضية أفنى حياته ووقته وجهده وفكره في سبيلها فكان نعم الرجل المعطاء ونعم الإنسان الهُمام ونعم الروح الطيبة التي تسخى بالعطاء ونعم الوالد ونعم الرجل ونعم الوزير هو فكان وزيراً للعمل الخيري والشئون الاجتماعية كان وزيراً لكنه عاش مع الفقراء والأيتام، ما طرق بابه سائل ورده".

وأكد الحية أن فلسطين تفتخر بالفقيد الكرد، مضيفا بالقول "فهو نموذج العمل الخيري في فلسطين، نُقدمه اليوم للعالم أجمع وللمنظمات الأهلية وللعمل الخيري لمن يسعى له في وطننا، يُغادر الحياة ولا يترك لأهله شيئًا".

وأكمل: "نقول للحبيب أبو أسامة وكلنا فخر به ونحن نودعك وكانت عينك دائماً ترنو إلى القدس وترنو إلى بلدة "بيت طيما" التي هاجرت منها نعاهدك اليوم ونعاهد أرواح الشهداء أن نبقى نسير على طريق العودة وطريق التحرير".

وتابع: "إننا نقدم هذا النموذج لكل العاملين في العمل الخيري، ورسالتنا للعالم الذي يدفع المال يا من تحاولون المس بالعمل الخيري بقصد المساس بهذا الرافد حتى ينفض الناس عن تقديم الدعم لفلسطين وأهله، هذا نموذجكم وهذا رجل الخير وهذه فلسطين ممثلة به، فمالكم الذي تدفعونه يُنفق على وجوه الخير في فلسطين".

وجدد التأكيد على أن إجراءات الاحتلال وخططه الفاسدة لن ترهبنا "ولن نخاف لا من الاحتلال ولا من أعوانه وسنقف بكل صمود وإباء ووطنية ورجولة أمام كل مشاريع التهويد والضم وندفع المال رخيصًا في سبيل فلسطين لنعود إليها حرةً ويعود الأذان للمسجد الأقصى حراً أبياً لفلسطين العربية الحرة".

خدمة الأيتام

من جانبه، أكد د. وليد العامودي، في كلمة ممثلة عن تجمع المؤسسات الخيرية في قطاع غزة، أن القائد الكرد عمل من أجل خدمة أبناء شعبنا في كافة أماكن تواجده.

وقال العامودي: "يأتي هذا الحفل لتكريم الفقيد أبو أسامة الكرد، تقديرًا لجهوده  المعطاءة والمبذولة في خدمة الأيتام والمحتاجين والأرامل والمصابين".

وذكر أن الفقيد الكرد، أوصى أن لا يبق لأهله شيئاً، فقد أوقف كل شيء لله والعمل الخيري، مضيفًا: "في آخر عمره كان يهتم بإنهاء كافة أعماله بإتقان وإخلاص".

من جهته، قال المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب: "كان للفقيد أبو أسامة الكرد بصمات واضحة في الخير وكان رائد العمل الخيري في فلسطين".

وأضاف شهاب في كلمة عن فصائل العمل الوطني والإسلامي: "لم يدع أبو أسامة، مساحة للعمل من أجل فلسطين الا وشغلها ولم يترك ساحة يمكن الوصول إليها من أجل فقراء فلسطين إلا وحاول الوصول إليها".

ولفت إلى أن الكرد عمل بهدف مرضاة الله عز وجل، وتعزيز جبهة الصمود الوطني لأبناء شعبنا في ظل مرحلة التحرر الوطني في ظل الحصار والتضييق والعقوبات وفي ظل تكالب كل قوى الشر على شعبنا وقضيته بهدف سلخنا عنا حقوقنا وعن ثوابتنا كان لأبو أسامة بصمات واضحة وهو يقاتل من أجل الفقراء".

وأشار إلى أن الكرد لم يكتفي من العمل الخيري والعمل الإنساني بل عمل في مسيرات العودة "وهي مرحلة نضالية رائعة في تاريخ شعبنا الفلسطيني"، وحرص على توفير حياة مستدامة كريمة لجرحى مسيرات العودة.

وحث "لأن يكون من ضمن أولوياتنا ونحن نعمل من أجل القدس وفلسطين تعزيز صمود شعبنا وتسليط الضوء على القامات الكبيرة التي ملأت كل الساحات سعيا نحو تحقيق الخير"، مؤكدًا أن الفقيد الكرد، لم يتأخر جمعة عن مسيرات العودة وكسر الحصار.

وقال محمد الكرد نجله الفقيد، في كلمة العائلة "إن أبانا فارسًا هماماً انتقل إلى جوار ربه بعد خمسة عقود من العمل الخيري والإنساني وتشهد له عوائل الفقراء والشهداء والجرحى".

وذكر الكرد أن والده عاش على الخير وعمل الخير ولم يتوانى لحظة في خدمة شعبه ووطنه، مضيفًا "أبانا ترك لنا ميراثا نفتخر به طوال حياتنا فنسأل الله أن يعيننا على إكمال الطريق".