فلسطين أون لاين

الأجزاء بمعزل عن الكل فشل لا مفر منه؟!

قضية ضم الأغوار والمستوطنات لا تنفصل عن قضية الوطن الكلية. القدس جزء من قضية الوطن، ومعالجتها لا تستقل عن معالجة قضية الوطن الكلية. الاحتلال جزء من قضية الوطن، ولا يجب أخذ هذا الجزء بعيدا عن الأجزاء الأخرى. وهكذا الأمر في قضية اللاجئين، والدولة، والحدود، والمياه، والسيادة، والحصار، والبحر، والمعابر، وغير ذلك.

المعالجة الناجحة هي التي تعالج القضية الكلية بمكوناتها بحسب استراتيجية كلية شاملة. حين عالج اتفاق أوسلو أجزاء من قضايا الوطن الكلية، وأجلّ أجزاء، وترك أجزاء أخرى، جاءت النتائج بعد ثلاثين عاما تحكي فشلا كبيرا غير مسبوق لاستراتيجية محمود عباس والمفاوضات؟!.

قبل أيام فرض علينا (إسرائيل وترامب) قضية القدس، فخرج الشعب في احتجاجات، واستنفرت السلطة أدواتها الإعلامية، ضد نقل السفارة، وكانت النتيجة أنه تمّ النقل كما خططوا له، وبدون خسائر أو تكاليف، وعادت السلطة، وعاد المحتجون إلى بيوتهم وحياتهم، وفازت (إسرائيل) بالقدس وباعتراف أميركا؟!

في هذه الأيام تعالج السلطة قضية (الضم وفرض السيادة)، وتسير هذه المعالجة في الإطار الجزئي الذي يجب أن لا يضرّ باتفاقية أوسلو، ووجود السلطة في كرسي القيادة؟!. هذه المعالجة التي تقبل بتجزئة القضية الكلية أجزاء، أثبتت فشلها في تجارب ماضية، وسيتكرر الفشل للأسف مع قضية الضم، وفرض السيادة.

الأجزاء لا تؤخذ بمعزل عن الكل، وبالكل يجدر أن نبدأ، لذا نطالب بتغيير استراتيجية العمل السابقة التي سارت فيها السلطة ثلاثين عاما، وهي تخرج من هزيمة لتدخل في هزيمة جديدة، وآن الأوان لوضع استراتيجية كلية، والبدء بالمعالجة الكلية التي لا تقبل التجزئة، وحين تتبنى السلطة استراتيجية كلية حقيقية ستنخرط فيها جميع الفصائل، وستكون معالم العمل والإجراءات واضحة للجميع.

نريد من السلطة والفصائل ومكونات المجتمع وضع استراتيجية كلية للتحرير وتقرير المصير والخلاص من الاحتلال، وهذه الاستراتيجية هي التي يمكنها أن تجمع الكل الوطني، وهي التي من شأنها أن تلد برامج عمل داعمة للاستراتيجية، وقد تقتضي هذه الاستراتيجية التخلص من أوسلو وتوابعه، باعتباره أنه تناول القضية أجزاء، وأنه فشل في تقديم نتائج تصل بنا لهدف التحرير، وإزالة الاحتلال.

إنه حين ترفض السلطة أو غيرها العمل بحسب استراتيجية كلية يضعها الكل الوطني، فإن هذا يعني أن السلطة تقبل ضمنيا الضم وفرض السيادة، وأنها تعدّ عددها للتأقلم مع الواقع، والتعامل معه، وأن صوت الاستنكار عالي النبرة مقصود لذاته، و لتبرير أعمال السلطة وبقائها في مقعد أوسلو والتنسيق الأمني؟! الضم ماض إلى غاياته إذا لم تعمل السلطة والفصائل وفق استراتيجية كلية، لا تنفصل أجزاؤها عن بعض؟! لا نريد أن نسمع من يقول السلطة مكسب وطني، والضم خسارة، ولا علاقة بين القضيتين؟!