احتشد متظاهرون لليوم السادس على التوالي في العديد من المدن الأمريكية، غضبا لوفاة جورج فلويد، وهو أمريكي ينحدر من أصول أفريقية، لدى محاولة اعتقاله من جانب الشرطة.
ووردت تقارير عن نقل الرئيس دونالد ترامب إلى مخبأ للطوارئ في البيت الأبيض نظرا لمخاوف من تعرضه للخطر من قبل المتظاهرين.
وأمضى ترامب نحو ساعة في مخبأ الطوارئ، ولكن مراسلين قالوا إن الأمر زاد من قلق المسؤولين بشأن المظاهرات.
وأطلقت الشرطة بالقرب من البيت الأبيض الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين أضرموا النيران وألقوا الحجارة على ضباط مكافحة الشغب.
ونشر الرئيس إثر ذلك عددا من التغريدات على تويتر ضد خصومه السياسيين، وألقى باللوم على جماعات يسارية وجماعات فوضوية في أحداث العنف التي تشهدها البلاد.
لكن بعض الجمهوريين أعربوا عن قلقهم من أن أسلوب ترامب كثير الجدل والشجار قد يكون أحد أسباب اشتعال العنف.
وفي مينيابوليس، حيث قتل فلويد، ألقي القبض على سائق شاحنة بعد أن قاد مركبته بسرعة كبيرة صوب حشد من المتظاهرين يحتلون طريقا رئيسيا.
وفرض حظر التجول في نحو أربعين مدينة في محاولة لوقف العنف الذي شهدته البلاد في الأيام الأخيرة، ولكن الكثير من المتظاهرين تجاهلوا قرار حظر التجول، مما أدى مواجهات وتوتر.
ووقعت مواجهات عنيفة في عشرات المدن، مثل نيويورك وشيكاغو وأتلانتا وفيلادلفيا ولوس أنجليس.
ويصور تسجيل مصور لقناتين تلفزيونيتين في فيلادلفيا الأحد شبابا يحطمون عددا من سيارات الشرطة وينهبون متجرا واحدا على الأقل.
وقال ترامب في تغريدة "القانون والنظام في فيلادلفيا، الآن! إنهم ينهبون المحال التجارية. استدعوا حرسنا الوطني العظيم".
"قتل متعمد"
واتهم محامي أسرة فلويد الشرطي الضالع في الحادث "بتعمد قتله".
ويواجه الشرطي ديرك شوفين اتهاما بالقتل من الدرجة الثالثة. لكن المحامي بنجامين كرمب قال لقناة سي بي إس إنها قضية قتل من الدرجة الأولى.
وقال كرمب "نعتقد أنه عمد وإصرار... لمدة تسعة دقائق ضغطت ركبته على رقبة رجل يرجوه ويتوسل إليه أنه لا يستطيع التنفس".
وأشعل مقتل فلويد الغضب الأمريكي إزاء معاملة الشرطة للمواطنين السود. ويأتي ذلك بعد حوادث مماثلة شهدت اهتماما واسعا، وهو ما أدى إلى ظهور حركة "حياة السود مهمة".
وفي تسجيل بالفيديو شوهد شوفين، 44 عاما، يضغط بركبته على رقبة فلويد لعدة دقائق يوم الاثنين الماضي. وقال فلويد، 46 عاما، عدة مرات إنه "لا يستطيع التنفس".
وقال كرمب "أبقى شوفين ركبته على عنق (فلويد) مدة ثلاث دقائق بعد فقدانه الوعي. لا نفهم كيف لا يكون ذلك قتلا من الدرجة الأولى. لا نفهم كيف لم يعتقل كل ضباط الشرطة هؤلاء".
وفي مقابلة مع قناة سي بي إس قال كرمب أيضا "لدينا التسجيل الصوتي لكاميرا الشرطة واستمعنا إلى شرطي يقول: 'ليس لديه نبض، ربما يجب أن نضعه على جنبه' ولكن شوفين يقول 'لا، سنبقيه على هذه الوضعية".
وفُصل ضباط الشرطة الثلاثة الآخرين الذين شهدوا الواقعة من عملهم.
وبالنسبة للكثيرين يعكس مقتل فلويد حالة الإحباط إزاء الافتقار للعدالة الاجتماعية والاقتصادية.
إجراءات غير مسبوقة
شهدت مينيابوليس وسانت بول المجاورة أياما من النهب والحرق. وقال تيم والتز، حاكم مينيسوتا، السبت إنه سينشر الحرس الوطني للولاية كاملا للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية.
وقال والتز إن العنصرية في ولايته خلقت الظروف التي أدت إلى وفاة فلويد.
وقال الحرس الوطني، وهو قوات الاحتياط العسكرية للولايات المتحدة المخصصة للطوارئ الداخلية، إن قوات قوامها خمسة آلاف شخص تم نشرها في 15 ولاية وواشنطن العاصمة.
وأضاف الحرس الوطني "وكالات فرض الأمن المحلية والتابعة للولايات ما زالت مسؤولة عن الأمن".
"فزع وغضب"
قال مستشار الرئيس ترامب للأمن الوطني لسي إن إن "لا أعتقد أنه توجد عنصرية ممنهجة" لدى الشرطة.
وأضاف روبرت أوبراين "هناك بعض الشرطيين العنصريين، وأعتقد أنهم الأقلية. أعتقد أنهم بعض الثمار الفاسدة ويجب أن نقتلعها".
ويوم السبت قال ترامب إن وفاة فلويد "ملأت الأمريكيين بالفزع والغضب والحزن".
وأدان ترامب أفعال "مرتكبي النهب والساعين للفوضى"، متهما إياهم بتدنيس ذكرى فلويد. وقال إن ما تحتاجه البلاد هو "تضميد الجراح وليس الكراهية، العدل وليس الفوضى".