فلسطين أون لاين

​مضى على اختفائهم قسرًا 593 يومًا

"المختطفون الأربعة".. مصير مجهول وحياة بلا معنى

...
صورة أرشيفية للمختطفين الأربعة
غزة - ربيع أبو نقيرة

593 يومًا مضت على اختفاء الشبان الأربعة المختطفين في سيناء قسرا، وما زال مصيرهم مجهولا، ويكابد ذووهم المرار والألم في غيابهم الطويل.

واختطف الشبان الأربعة ياسر زنون وعبد الله أبو الجبين وعبد الدايم أبو لبدة وحسين الزبدة، من داخل حافلة الترحيلات المصرية على مقربة من معبر رفح البري داخل الأراضي المصرية، في 19 آب/ أغسطس 2015، أثناء سفرهم باتجاه مطار القاهرة الدولي.

وأكدت عائلات المختطفين في أحاديث منفصلة لصحيفة "فلسطين"، عدم وجود أي جديد في ملف أبنائهم، وأنهم لم يتلقوا أي معلومات بشكل رسمي من أي جهة كانت توضح حالتهم إن كانوا أحياء أو أموات.

واستنكروا صمت السلطة ورئيسها محمود عباس تجاه قضيتهم، ولا سيما أنه لم يتطرق لبحث قضيتهم خلال لقاءاته مع المسئولين المصريين والتي كان آخرها لقاءه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

وقال علاء زنون شقيق المختطف ياسر زنون: "نحن نعيش في المجهول، في ظل ضبابية المعلومات حولهم"، موضحا أن وفود حركة حماس والفصائل طرحت ملفهم لدى السلطات المصرية، لكن الردود المصرية غير واضحة.

وأوضح في حديث لصحيفة "فلسطين"، أن والدته تعاني الأمرين وتعيش حالة صعبة لاسيما وأن الأمراض أنهكت جسدها، قائلا: "تحاول أن تتماسك وألا تبدي حزنها وبكاءها عليه، لكنها لا تنجح بذلك، ففراق ياسر يشغل قلبها وعقلها".

وتابع زنون: "زوجة ياسر كذلك تتعرض لإغماءات كل فترة، ونحاول تهدئتها بلا جدوى، كما أنها تعيش كوابيس في نومها"، مشيرًا إلى أن الحياة بلا طعم ولا معنى في غياب شقيقه ياسر، مجددًا مناشدته لجميع الأطراف مصرية وفصائلية وسلطة، للتدخل في ملفهم والكشف عن مصيرهم.

لا بصيص أمل

بدوره، قال محمد أبو لبدة خال المختطف عبد الدايم أبو لبدة: "مضى على جريمة اختطافهم أكثر من 19 شهرا، ولا يوجد أي معلومة أو بصيص أمل في قضيتهم"، مضيفا: "حتى ما نسمعه عن التقارب بين حماس ومصر، لم يشعرنا بالأمل أو التحرك الجاد في ملفهم".

وتابع أبو لبدة في حديث لصحيفة "فلسطين": "الأمر صعب جدا على الأهالي، ولا أمل لدينا"، مبينًا أن العائلة فقدت الشعور بالأمان، وناشد السلطات المصرية والمسئولين للتحرك من أجل إنهاء قضيتهم وإنهاء اختفائهم القسري.

وطالب كل من له يد في قضيتهم، جماعات أو أفرادا، منظمات مجتمع مدني أو مؤسسات حقوقية أو فصائل، بضرورة التحرك من أجل كشف مصيرهم.

من ناحيته، أكد فايز أبو الجبين عم المختطف عبد الله أبو الجبين، عدم ورود أي معلومات بشكل رسمي عن أحوال المختطفين الأربعة، قائلا: "آخر وفد أمني خرج للقاهرة طرح الموضوع بقوة وقبلها أيضا طرحه إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، لكن لا ردود واضحة من الجانب المصري".

وتابع: "سلمنا أمرنا للمولى تعالى، فالموضوع كبير، أكبر من طاقتنا، ولم نمر بشيء كهذا من قبل"، مشيرا إلى أن طريقة اختطافهم وإخفائهم قسرا لا يتصورها عقل إنساني، "فنحن لا نعرف إن كانوا أحياء فتطمئن قلوبنا، أو إن كانوا أمواتا فتنطفئ نارها".

ولم يعول أبو الجبين كثيرا على السلطة وسفارتها في القاهرة، بل اتهمهم بالتواطؤ، وقال موجها رسالة للأشقاء المصريين: "أنتم تتحملون مسئولية ما حدث، وعليكم طمأنة قلوبنا على أبنائنا".

وتابع: "الفرحة لن تدخل بيوتنا، ولا نجرؤ على القيام بأي خطوة للأمام، حسبنا الله ونعم الوكيل.. طمسوا الفرحة في قلوبنا وبيوتنا".