فلسطين أون لاين

​ما دلالات تصريحات ليبرمان بشأن اغتيال فقها؟

...
صورة أرشيفية لأفيغدور ليبرمان
القدس المحتلة / غزة - نبيل سنونو

أهداف ودلالات متعددة تحملها تصريحات وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، التي ألمح فيها أمس، إلى عدم مسؤولية (إسرائيل) عن اغتيال الأسير المحرر مازن فقهاء، زاعمًا أن "حماس معروفة باغتيالاتها الداخلية"؛ على حد قوله.

لكن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" -والكلام هنا للمحلل السياسي مصطفى الصواف- "لم تشهد يومًا من الأيام عمليات اغتيال داخلية، وهذا يؤكد كذب ليبرمان، ومحاولة التهرب من الاتهام الموجه إليه من قبل حركة حماس بأن الاحتلال الصهيوني هو المسؤول عن عملية الاغتيال".

وعن قول ليبرمان: "نحن نعمل على أمننا بمسؤولية وتصميم، ونقوم بما يتوجب علينا القيام به من أجل أمن المجتمع الإسرائيلي"، يوضح الصواف، لصحيفة "فلسطين"، أن هذا تأكيد على أن الاحتلال الإسرائيلي هو من تورط في جريمة الاغتيال.

ويُبيِّن أن كلام ليبرمان "لا يمكن أن يَحرِف التحقيقات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية (في قطاع غزة)"، مشيرًا في نفس الوقت إلى أن "تهرب" ليبرمان، ناتج عن خشية الاحتلال من النتائج المترتبة على هذا الاغتيال، والتي تشكل "حالة من القلق سواء على المستوى السياسي أو العسكري أو حتى المستوى الداخلي الصهيوني".

ويتابع بأن وزير جيش الاحتلال "يحاول التخفيف من وطأة هذا القلق من خلال نفي الاتهام الموجه إليهم (أي للاحتلال)".

ويشير الصواف إلى دلائل على تورط الاحتلال الإسرائيلي باغتيال فقها، قائلا: "من بديهيات التحقيق أنه عندما ترتكب أي جريمة أول ما يتم السؤال عنه من هو المستفيد"، مضيفا أن المستفيد من اغتيال هذا الأسير المحرر، هو "الاحتلال الصهيوني".

ويردف: "ثم إن عملية الاغتيال سبقها سيل من التهديدات للشهيد فقها سواء على المستوى العسكري أو الاستخباراتي"، من قبل أجهزة أمن الاحتلال الإسرائيلي.

ويؤكد أن "هذا يعطي أدلة واضحة على أن الذي نفذ عملية الاغتيال هو من هدد، وتوعد، وهو المستفيد" من جريمة الاغتيال.

وفيما يتعلق بتأكيد ليبرمان أنه "لا تغيير في سياسة (إسرائيل) تجاه حركة حماس"، يقول الصواف: "إن حماس لا تنتظر من ليبرمان أي جديد في سياسته معها، هي تعتقد أن الاحتلال عدو وأن ليبرمان يقف على رأس هذا العداء، وهي حركة مقاومة تواجه هذا العدو، وأمر طبيعي أن يكون فيما بين الطرفين حالة من الصراع القائم في محاولة لتحقيق كل طرف الأهداف التي يسعى إليها".

"حالة من الشك"

من جهتها، تقول أستاذة العلوم السياسية في جامعة القدس د. آمنة بدران، إن ليبرمان "يريد أن يُوجد حالة من الشك لدى المجتمع الفلسطيني وخاصة في غزة" حول استشهاد فقها، من خلال ترويج مزاعمه التي ساقها أمس.

وتضيف بدران لصحيفة "فلسطين"، أن مزاعم ليبرمان هي في إطار "الصراعات السياسية" الرامية إلى إيجاد "بلبلة وزعزعة وشك لدى الآخر في نفسه وفي القيادة المسيطرة".

لكنها ترى أن ليبرمان كأنما يقول "نحن قتلناه (فقها) لكن لا نريد الذهاب لحرب، اقبلوا هذا الموجود، نحن نحافظ على أمننا، ونحن لو كان لنا يد في قتله فهذا دورنا وقمنا به وفي نفس الوقت لا نريد تصعيدا".

وتعتقد بدران، أن ليبرمان يبعث برسالة لحماس مفادها "لا تصعِّدوا، لأننا لا نريد تصعيدا الآن".

وبشأن قول ليبرمان في تصريحاته التي نقلتها عنه مواقع عبرية: "لا يهم ما تقوله حماس وإنما المهم هو ما يفعله اليهود"، توضح بدران أن هذا يمثل "نظرة استعلائية" يمارسها وزير جيش الاحتلال، الذي ينظر إلى الآخر على أنه "ليس ذا قيمة لا على الصعيد الإنساني ولا الشعبي".

وتضرب مثلا في أن الاحتلال ينطلق من نفس المنطلق في مفاوضاته حول الاستيطان، قائلة: "كانت هناك مفاوضات أمريكية إسرائيلية حول الاستيطان الذي يتعلق بالأرض الفلسطينية، هو لا يفاوض الجانب العربي أو الفلسطيني حول هذا الاستيطان الذي يأكل الأرض المحتلة، بل يفاوض الجانب الأمريكي".

وتردف بأن ليبرمان في قضية اغتيال فقها يفكر "بنفس العقلية، (التي تقول): أنت غير مهم، أنا الذي أقرر ما اللازم، هذا منطق سياسة القوة".

وكان الشهيد فقها تعرض لإطلاق نار مباشر في منطقة "تل الهوى" جنوبي مدينة غزة، في 24 مارس/آذار الماضي، ما أدى إلى استشهاده، في حين أكدت "حماس" أن "العدو الإسرائيلي هو الذي يقف وراء هذه الجريمة"، وتوعد رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشغل، بالثأر لفقها.

وجدير بالذكر، أن الصحافة العبرية تناقلت منذ أعوام صورة تظهر فقها، كأحد أركان هرم يضم قادة في كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، وأسرى محررين، تزعم سلطات الاحتلال أنهم العقول المدبرة لنشاط حماس في الضفة الغربية.