أقام نشطاء فلسطينيون، صلاة العيد، فوق جبل العرمة في بلدة بيتا جنوب نابلس، لتعزيز الرباط والتواجد الفلسطيني في المنطقة، وحمايته من مخططات الاستيطان من جهة أخرى.
ورأي الناشط أحمد البيتاوي أن إقامة صلاة العيد في منطقة الجبل، تمثلت بعدة رسائل مهمة: سياسية ودينية واجتماعية.
وذكر البيتاوي أن الرسالة السياسية للمستوطنين والاحتلال أن هذا المكان هو للفلسطينيين ولن يسمح بتهويده وإقامة بؤرة استيطانية فيه، إضافة إلى رسالة الوحدة التي تمثلت بوجود كافة ألوان الطيف الفلسطيني في المكان.
وأشار إلى أن الرسالة الأهم من الفعالية الفلسطينية أن جائحة كورونا لن تمنع أهالي بلدة بيتا من حماية الجبل الذي هو ساكن في قلوبهم وتاريخ الآباء والأجداد حاضر في وجدانهم.
ونوه البيتاوي إلى أن إقامة الصلاة في خيام الرباط التي نصبت على الجبل منذ فترة، تحمل أبعادا كبيرة منها ترسيخ وظيفة الخيام في المكان أنها علامة للوجود الدائم رغم ارتقاء شهيد وجرحى في الدفاع عن الجبل.
وقال إن أحداث جبل العرمة وإصرار الفلسطينيين على المكوث في الجبل ورفع العلم الفلسطيني على قمته، أثبت للقاصي والداني أن الفلسطيني لا يرفع الراية البيضاء للاحتلال والمستوطنين.
واستذكر الإعلامي د. أمين أبو وردة، الأحداث التي وقعت في الجبل فبراير/ شباط الماضي، قائلا: "ما جرى في جبل العرمة معركة بكل ما تعنيه الكلمة".
وأضاف أبو وردة أن هجمة الاحتلال على جبل العرمة تحمل أهدافا استيطانية بحجة المواقع الأثرية فيه، "فهم يريدون السيطرة على كل المواقع الأثرية والدينية ، فهناك في سبسطية، وكفل حارس ومقام قبر يوسف والحرم الإبراهيمي".
وأكد المواطن عزيز حمايل (55 عاما) أن البقاء في جبل العرمة يشكل عملية إنقاذ للأراضي الفلسطينية المحيطة به.
وقال حمايل إنه "منذ صغرنا تعودنا أن هذا الجبل عنوان وجودنا لأهميته ووجود تراثنا وتاريخنا فيه، لذا كانت الهبة جماعية وبصورة كثيفة لم تتكرر في مواجهات أخرى في مناطق مختلفة، فالكل شعر بالخوف على هذا الجبل باعتباره كنزا تاريخيا وإرثا لا يمكن التنازل عنه او التراجع عن الدفاع عنه".
والعُرمة في اللغة هي كومة القش أو القمح المختلط بقش، ومنه تعريم الشيء وارتفاعه، ولهذا اكتسب الجبل أهمية تاريخية تعود للعصر البرونزي المتوسط (الكنعاني) قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، ويرتفع الجبل نحو 843 مترا عن سطح البحر، وتقدر مساحة المنطقة الأثرية بستين دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع).
وتعتلي قمة الجبل خربة سكنت قديما جعلت منه قلعة تعاقب عليها الأمويون والعثمانيون والرومان (حقبة الملك هيردوس) وتحوي سبعة "حبوس"، وهي غرف صغيرة استخدمت خزانات لمياه الأمطار ونقلها عبر قنوات خاصة، ويتسع الواحد منها لـ1500 متر مكعب، في حين استخدم جزء من القلعة الأثرية مقابر قديمة وسجونا، فضلا عن تحويل جزء منه لمقابر وسجون أيضا.
وجبل العرمة واحد من الجبال الأكثر ارتفاعا بمحافظة نابلس، وشكَّل حصنا منيعا لصد الغزاة، وبرجا لمراقبة الطريق، وهو جزء أصيل من أراضي بلدة بيتا.