فلسطين أون لاين

أسرة الشهيد برادعية محرومة من راتب التقاعد

...
صورة أرشيفية للشهيد مصطفى برادعية
الخليل - خاص "فلسطين"

كانت عائلة الشّهيد مصطفى برادعية من مخيم العروب شمال الخليل تظنّ أنّ إفراج الاحتلال عن جثمان والدها سينهي قضية تعليق صرف راتبه من جانب السلطة الفلسطينية، التي ادّعت حينها أنّ الراتب متوقف لعدم الحصول على شهادة وفاة له، عقب استشهاده برصاص الاحتلال في مدخل المخيم قبل نحو عشرة شهور.

ولكنّ شهورا مضت على إفراج الاحتلال عن الجثمان، لم تستأنف وزارة المالية الراتب لسبعة أفراد تركهم الشهيد برادعية خلفه، ليترك الأمر لأطفال أكبرهم لم يتجاوز الصّف الأول الثانوي وأصغرهم لم يبلغ الخامسة دون أيّ معيل أو مصدر مالي.

تقول أم معاذ زوجة الشّهيد برادعية لصحيفة "فلسطين": إنّ العائلة تعيش أوضاعا مادية صعبة، وعلى الصدقات منذ استشهاد رب الأسرة المعلم مصطفى، لكنّها تؤكّد أنّها قررت أن لا تستقبل أيا من المساعدات المالية من أحد، مفضلة الموت جوعا على الاستمرار في العيش على ذات الحال.

وتشير إلى أنّها التقت وأطفالها مع رئيس السلطة محمود عباس، ووعدها باستئناف الراتب وبوظيفة لها تعينها أيضا على تدبير شؤون منزلها، لكنّها تشير إلى أنّ تلك الوعود بقيت تراوح مكانها.

وتلفت إلى أنّه بعد الإفراج عن جثمان زوجها، أكملت كلّ الأوراق اللازمة، لكنّ الراتب لم يعد، وتمّ إبلاغها بأنّه سيعود ولكن بعد ستّة أو سبعة شهور، متهمة الجهات الرسمية بمعاقبة عائلة شهيد، وتتساءل عن الذنب الذي اقترفته العائلة لأجل أن تعيش حالة العقاب هذا.

وتطالب الزوجة المكلومة بضرورة أن يجري إسعافها وتقديم الحقّ لها وهو راتب زوجها الذي عمل سنوات طويلة معلّما في وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، مشددة على أنّها طرقت أبوابا كثيرة لأجل الوفاء بحقوق أطفالها ولكن دون أيّ جدوى.

وكانت الجبهة الشّعبية لتحرير الفلسطينية نظّمت مؤخراً، وقفة احتجاجية داخل مخيم العروب شمال الخليل، احتجاجا على قطع راتب عائلة الشّهيد برادعية، مطالبة الجهات الفلسطينية المختصة، بضرورة الإسراع في تقديم كامل المستحقات المالية لهذه العائلة دون أيّ تأخير.

وشدد أحد نشطاء الجبهة لصحيفة "فلسطين" على أنّ أهالي الشهداء لا يجب أن يعيشوا هذه الحالة من ما وصفها بالإذلال، لافتا إلى أنّ هذه عائلة شهيد يجب أن تعيش بكرامة وحرية.

ويلفت إلى أنّ هذا الشهيد كان موظّفا حكوميا، والمفروض أن لا تقدّم له السلطة الفلسطينية منّة، وإنما تقديم راتبه الذي هو مستحق له ولأفراد عائلته.

أمّا ثائر الطيطي أحد نشطاء المخيم وهو مصاب سابق برصاص الاحتلال، علق عبر صفحته على موق التواصل "فيس بوك" على قطع راتب الشهيد برادعية بالقول: "ليس غريبا أن يجري قطع راتب شهيد، كان موظفا حكوميا"، مضيفا: "لأن تجربتي دليل، عندما أصبت بركبتي برصاصة من الاحتلال تم خصم من راتبي ما يقارب (6000 شيكل) بدل (9 أشهر) على العكازات والفرشة".

ويضيف: "لم تقدم أي جهة كانت أي مساعدة سوى الكذب والنفاق، مضيفا: "أين أنتم يا من تمتلكون الخطابات الرنانة والكذب الموقعي في بيت عزاء أي شهيد، دروسكم حفظناها غيبا، اجعلوا اهتماماتكم فيما بعد".