انتهى الاجتماع القيادي الذي دعا له محمود عباس أمس ببيان وصفته الجبهة الشعبية التي حضرت الاجتماع بأنه دون المستوى المطلوب، وأن الاجتماع من حيث المضمون ظلّ متمسكًا باتفاقية أوسلو، وبالمفاوضات، وبدعوة الرباعية الدولية لرعايتها. وحين قرر الاجتماع الانفكاك من الاتفاقيات الموقعة مع (إسرائيل) بما فيها التنسيق الأمني، لم يقدم خطة عملية للتنفيذ، وظلت السلطة ملتزمة بمكافحة الإرهاب، وهي عبارة ترسلها السلطة (لأميركا وإسرائيل) أنها لن تسمح بالعودة الوطنية للمقاومة المسلحة؟!
وجاء تعقيب حماس التي قاطعت الاجتماع القيادي، على كلمة الرئيس والبيان، أنّ المهم هو في الإجراءات العملية التي يتم تطبيقها، وأنها لا تحكم على الأقوال النظرية، ولكنها تحكم على الأفعال العملية. بعبارة أخرى حماس لم تعد تصدق الخطابات، وأقوال السلطة، لأن ما يقال غير ما يفعل، وكم مرة جاء الفعل مغايرًا للتصريح؟! حماس عانت من مناورات السلطة، ومن حق حماس والشعب بشكل عام أن يطالب أصحاب الاجتماع بالأعمال.
الاجتماع القيادي، وخطاب الرئيس أراح فيما يبدو قادة دولة الاحتلال، فما زالت السلطة في نظرهم متمسكة بوجودها، ومتمسكة بالمفاوضات، ولا يوجد في قراراتها ما يبعث على القلق، أو ما من شأنه أن يقلب الطاولة، أو أن يعيق عمليات الضم القادمة؟!
حين يكون الاجتماع القيادي لمواجهة عمليات ضم الأغوار والمستوطنات دون المستوى الذي يتوقعه الشعب كما قالت الجبهة الشعبية، تكون قيادة الاجتماع قد خانت أمانة القيادة، وأمانة الشعب، الأمر الذي يجعلها غير مؤهّلة للقيام بعمليات محبطة لعمليات الضم.
إن تمسك قادة السلطة بمصالحهم المالية والاقتصادية والوجاهية بما يتعارض مع مواجهة الضم يجعلنا نعيش الهزيمة من جديد، ونعيش غياب الأداء الوطني الكبير الكائن بحجم الأخطار التي يأتي بها لنا ضم الأراضي وفرض السيادة الصهيونية عليها.
لم يعد أحد من الفلسطينيين يثق بقدرة السلطة على قيادة المرحلة، أو بقدرتها على مواجهة عمليات الضم وتداعياتها، أو بصدقها في تفعيل حراك شعبي شامل ضد عمليات الضم. السلطة باتت بغير مصداقية، ولا أحد يصدقها في قرار وقف التنسيق الأمني البتة.
الاجتماع القيادي لم يقدم جديدًا، وظل المجتمعون أسرى لرؤية عباس الشخصية، وقد اشتكت الجبهة الشعبية التي حضر مندوبها الاجتماع من قلة الاحترام الذي أبداه عباس لرأي المخالفين له؟! وهكذا تضيع فرص التحول إلى عمل وطني مشترك؟!