قرر المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر إقامة مستوطنة جديدة لمستوطنين تم إخلاؤهم من مستوطنة عامونة قبل شهرين على أراضي نابلس بعد مصادرة ألف دونم من أراضي الفلسطينيين في قرى سنجل والساوية واللبن الشرقية وقريوت.
عام 2002 كان الرد الاسرائيلي على المبادرة العربية (للسلام) العملية العسكرية العدوانية المسماة (السور الواقي) واقتحام الضفة الغربية وتدمير الكثير من مؤسسات السلطة الفلسطينية فضلا عن ارتكاب جرائم فظيعة ضد المدن والمخيمات وضد المدنيين وأجهزة الأمن الفلسطينية، واليوم ترد (اسرائيل) على الزعماء العرب ومقرراتهم في قمة عمان قبل ايام، وخاصة إعادة التأكيد على تمسكهم بمبادرة (السلام) بالإعلان ولأول مرة منذ 25 عاما عن إقامة مستوطنة جديدة، وهذه صفعة لكل من يمد يده للسلام لدولة احتلال ليس على اجندتها أي ذكر للسلام او التعايش مع الفلسطينيين وشعوب المنطقة.
إقامة مستوطنة جديدة وتسمين المستوطنات القائمة والإعلان عن تسويق 2000 شقة جديدة في خمس مستوطنات إسرائيلية كلها تأتي ضمن خطة نتنياهو عنوانها "لجم البناء الاستيطاني"، فهذه الجريمة على بشاعتها ووقاحة مرتكبها يعتبرها رئيس وزراء الاحتلال أنها نوايا حسنة ومن أجل لجم الاستيطان وتتفق مع توجهات الرئيس الأمريكي "الجديد" دونالد ترامب.
الأمين العام للأمم المتحدة عبر عن شعوره بخيبة الأمل، وهذه درجة أقل حتى من درجة "الشعور بالقلق" التي اعتاد عليها الأمين العام السابق بان كي مون مع كل جريمة ترتكبها دولة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، والرد الفلسطيني والعربي لن يجاوز الشجب والاستنكار والتحذير من مستقبل (السلام) في المنطقة، أما المجتمع الغربي فإن تحذيراته لن تتعدى رفع العتب الذي لا يغضب (اسرائيل) ولا يقلق الولايات المتحدة الامريكية ولكنه بلا شك سيحظى بتغطية إعلامية فلسطينية واسعة حتى يثبت أنصار (السلام) أن الجميع يقف الى جانب الحق الفلسطيني وهذا كله خداع وورقة توت انكمشت الى حد لا تستطيع فيه تغطية نفاق المجتمع الغربي ولا تخاذل العرب أو العجز الفلسطيني.
من الواضح أن دولة الاحتلال قررت أن تستمر في سياستها الإحلالية ضاربة بعرض الحائط كل ما يدور حولها في المحيط العربي وما تقوم به السلطة الفلسطينية من محاولات لإنقاذ ما يسمى بعملية التسوية ولا بد للسلطة أن تعلن عن فشل أوسلو وأن استراتيجية التفاوض ثم التفاوض تعني الاستيطان ثم الاستيطان ولا شيء غير ذلك.