كثر الحديث مؤخراً عن قرب التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى بين المقاومة الفلسطينية و(إسرائيل) برعاية مصرية وبعض الوسطاء الدوليين, وتؤكد المصادر بأن هناك مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين بهدف التوصل إلى صفقة "وفاء الأحرار 2" حسب تسمية المقاومة الفلسطينية, إلا أن هذه المصادر تؤكد صعوبة المفاوضات نظراً لأن هناك إصرارا فلسطينيا على إطلاق سراح الأسرى القدامى وكبار السن والأطفال والنساء والمرضى, وهذا الأمر تعتبره (إسرائيل) غير ممكن ومستحيلا إذا كان من بين هؤلاء إشخاص "اياديهم ملطخة بالدم" حسب تسمية (إسرائيل) لهم , وايضاً تعتبر إسرائيل أن الثمن الذي ستدفعه مقابل اسراها كبير جداً مقارنة مع ما حصل في صفقة شاليط.
المبادرة الإنسانية التي اطلقها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار والتي تفيد بالإفراج عن الفئات سابقة الذكر كمدخل للحديث عن مصير الجنود الإسرائيليين "هدار جولدن وشاؤول أرون" هل هم أحياء أم اموات, بالإضافة إلى منغستو والسيد , وهذه المبادرة جاءت بعد تخوف الفلسطينيين على مصير اسراهم بعد ظهور جائحة كورونا و عدم تقديم الحماية الطبية والصحية للأسرى في السجون وتركهم فريسة لهذا الفيروس اللعين.
ولكي لا نقع في أخطاء ما تعرضنا له في صفقة وفاء الأحرار 1 فإنني اضع بعض التوصيات للمفاوضين حتى تكون الصفقة القادمة أقوى في الميزان الفلسطيني و يكون هناك نوعية في العدد والأسرى المفرج عنهم وهي على النحو التالي :
1. ضرورة أن تشكل لجنة مشتركة من كل الفصائل الفلسطينية وبعيدا عن الانقسام الفلسطيني لتقوم بالمفاوضات في المرحلة المقبلة في صفقة "وفاء الأحرار 2".
2. ضرورة تشكيل طاقم فلسطيني مؤهل قادر على التفاوض مع الإسرائيليين ولديه اطلاع ومعرفة بتجارب الشعوب في عمليات التبادل عبر وسطاء دوليين, حتى نصل إلى صفقات مشرفة تليق بتضحيات الاسرى في السجون الإسرائيلية. "المفاوض المقاوم".
3. لا بد من وجود ناطق إعلامي واحد فقط لعمليات التفاوض. ويكون قادرا على إدارة حرب إعلامية تستثمر لصالح المفاوض الفلسطيني.
4. ضرورة العمل على تحديث البيانات المتعلقة بالأسرى المتواجدين داخل السجون الإسرائيلية حتى يتم الرجوع إليها في أي عملية تفاوض جديدة.
5. ضرورة توحيد الأجسام العاملة في ملف الأسرى واستشارتهم في أي خطوة لها علاقة بالأمور الاستراتيجية كصفقات التبادل.
6. إثارة الشارع الإسرائيلي بحيث يضغط على المفاوض حتى يستجيب, وتحاول دوماً أن تثقل المفاوض الإسرائيلي بالأوزان حتى تستطيع الوصول الى قرار.
7. ضرورة دمج ملف الأسرى في موضوع رفع الحصار عن قطاع غزة كورقة ضغط, مع التأكيد على ضرورة الحديث عن قضية الأسرى مع أي وفد يدخل الأراضي الفلسطينية.
8. ضرورة الاستفادة من التجارب السابقة, والاستفادة من عمليات حزب الله في عمليات التفاوض, والمراوغة قدر الإمكان في المعلومات حتى يتم إبرام أي صفقة معهم.
9. البدء بالإفراج عن الاسرى القدامى, من الأقدم سجناً, بغض النظر عن هويته التنظيمية, كالأسير كريم يونس الذي غفلته كل الصفقات وهو معتقل منذ العام 1982.
10. الضغط باتجاه منع عمليات الإبعاد خارج الأراضي الفلسطينية أو داخلها؛ لأن ذلك يعزز الانقسام الفلسطيني ويعمل على تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها.
11. الانتباه لأسرى الـ 48 والقدس, حيث يعتبرهم الاحتلال أنهم من مواطني "دولة إسرائيل".
12. يجب نشر تفاصيل الحوار والمفاوضات التي دارت في الصفقة؛ لأنها لازالت سرية حتى الآن, حتى لا يقوم الاحتلال باختراق الاتفاق وإعادة اعتقال الأسرى.
وننتظر في المرحلة القادمة ظهور نتائج إيجابية حول الصفقة وأن يكون الرابح الأكبر فيها هو الفلسطيني والأسرى على وجه التحديد.