عباس يدعو لاجتماع قيادي لمناقشة مسألة توجه حكومة نتنياهو الجديدة لضم الأغوار، وشمال البحر الميت، ومستوطنات الضفة. عباس حدد موعد الاجتماع يوم السبت القادم في رام الله. الموعد ينتظر إعلان نتنياهو لحكومته يوم الخميس. وبالطبع لن تحضر حماس والجهاد هذا الاجتماع، على الأقل لأنه يعقد في رام الله.
تقول مصادر إعلامية عبرية: إن الخطوط العريضة لحكومة نتنياهو الجديدة لا تتضمن موضوع ضم الأراضي؟! وفي رأيي أن غياب فقرة ضم الأراضي للسيادة الإسرائيلية بحسب اتفاق نتنياهو غانتس مع واشنطن، لا يعني أن حكومة نتنياهو تخلت عن عملية الضم، بل يعني أن الإجراءات التنفيذية ستنفذ بشكل متدرج دون إشهار علني من خلال سياسة الحكومة.
المسألة عند نتنياهو أن عمليات الضم التدريجي تسير باطراد يومًا بعد يوم منذ سنوات، (وإسرائيل) ليست بحاجة لإثارة العالم ضدها، أو إثارة دول عربية بعينها. الضم يتواصل بلا إشهار، ونتنياهو يريد عنبا، لا مقاتلة الناطور كما يقولون في الأمثال العربية؟!
بناء على ما قلت آنفًا، أقول: إنه لا معنى لتأخير عباس دعوته لاجتماع قيادي إلى ما بعد تشكيل حكومة نتنياهو، أو إلى يوم السبت لما بعد الإعلان عن الحكومة. الاجتماع تأخر كثيرًا، ولكن أن يأتي متأخرًا خير من ألَّا يأتي، والأهم من ذلك هو النتائج التي سيخرج بها الاجتماع، وهل هي مكافئة لخطورة ما يجري على أراضي الضفة؟! وهل سيضع خطة عملية قابلة للتنفيذ لإحباط عملية الضم؟! وهل سيحشد القوى الوطنية والشعبية معا لمواجهة هذه الأخطار؟!
الأسئلة التي تدور في الفكر والوجدان كثيرة، وهي لا تجد إجابات شافية، لأن الاجتماعات السابقة كانت حبرا على ورق غالبا، ولم تنفذ توصياتها، لا سيما تلك التي طلبت من السلطة والحكومة وقف التنسيق الأمني مع مخابرات الاحتلال؟!
أنا لست متفائلا لأن عباس يرفض طلب الفصائل بعقد اجتماع للأمناء العامين للفصائل، مع أهمية هذا الاجتماع في هذه الظروف الخطيرة، الأمر الذي يعني أنه لا يسعى لتشكيل جهد فصائلي جامع، ولا جهد شعبي عام لمواجهة خطوات الضم؟!
نعم، نتائج الاجتماع معروفة لنا مسبقا، الاجتماع القيادي برام الله سيرفض الضم، ويؤكد حل الدولتين، والمفاوضات، وسيادة فلسطين على أراضيها، وسيهدد بالتوجه إلى مجلس الأمن، وسيدعو الدول العربية ودول العالم لرفض هذه الخطوة وإدانتها، وتحميل (إسرائيل) مسؤولية عدم استقرار المنطقة.
هذه الإجراءات جيدة على المستوى السياسي، وإن كانت مكررة، ولكن ما هي الإجراءات العملية التي ستقوم بها السلطة والحكومة، والفصائل، والشعب، كل في مجاله؟ هذا ما قد لا نجده بين النتائج، وإذا حصل هذا التوقع، نكون كمن يطحن الهواء، أو يكتب قصيدة وطنية على الماء؟!