نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرا، أشارت فيه إلى الصعوبات التي يمر بها قطاع الطيران في العالم، بعد بطء حركة النقل الجوية بسبب مواجهة فيروس كورونا.
وبدأت الصحيفة تقريرها بالقول: "بدأت خطوط دلتا الجوية عام 2020 احتفالا، قالت فيه إنه العام الماضي كان الأكثر نجاحا في تاريخ الشركة. وبعد فترة، تقاسمت الشركة مع موظفيها -البالغ عددهم 90 ألف موظف- أرباحا بلغت 1.6 مليار دولار. لكن مع توقف السفر الجوي بسبب فيروس كورونا، بدأت شركات الطيران تستنفذ أموالها، وستسقط 10 مطارات أخرى من شبكتها يوم الأربعاء".
وأضافت: "حتى مع قيام شركة دلتا وشركات الطيران الرئيسية الأخرى في الولايات المتحدة بتخفيض جداول مواعيدها بشكل كبير، فإن متوسط عدد الركاب يصل إلى 23 راكبا في كل رحلة طيران محلية، تقدر خسارتهم بـ350 مليون دولار إلى 400 مليون دولار يوميا، نظرا لأن النفقات مثل الرواتب والإيجار وصيانة الطائرات تفوق بكثير الأموال التي تجنيها".
وتابعت: "ولكن، مع أن الوقت الراهن يبدو مدمرا لهذه الشركات، إلا أن المستقبل أكثر قتامة. فمع إغلاق معظم العالم الرحلات الجوية، وعدم وجود لقاح متاح في الأفق القريب، قد يستغرق الأمر أشهرا، إن لم يكن سنوات، قبل أن تعود شركات الطيران مرة أخرى لمباشرة عملها، بحسب الصحيفة.
ويمكن للأزمة الحالية أن تدفع بعض شركات الطيران، لا سيما الشركات الصغيرة، إلى الإفلاس أو تجعلها أهدافا للاستحواذ.
كما أن مخاوف المسافرين من فيروس كورونا يمكن أن تؤدي إلى إعادة تشكيل المقاعد. قد تغري شركات النقل في البداية المسافرين بخصومات، ولكن إن لم يتمكنوا من ملء رحلاتهم فسيلجأون إلى رفع أسعار التذاكر.
وقال هنري هارتفلدت، رئيس مجموعة أبحاث الغلاف الجوي، إن شركات الطيران قد تستمر في ترك المقاعد المتوسطة فارغة. للتغلب على الأشهر القليلة القادمة، استطاعت شركات الطيران الضغط بنجاح، والحصول على دعم فيدرالي ضخم، لكن نصف هذه الأموال سيكون الغرض منها تغطية كشوفات أجور العاملين، وسينفذ على الأغلب بنهاية شهر سبتمبر. ومع خفض التوقعات بتحمل الكونغرس خطة إنقاذ أخرى، تستعد شركات الطيران لمعركة طويلة وحيدة من أجل البقاء.
وقال جيه سكوت كيربي، رئيس يونايتد ومديرها التنفيذي للمستثمرين: "سيكون من السذاجة تصديق أنه يمكننا التنبؤ بدقة بمسار هذه الأزمة"، "عندما نقول نخطط للأسوأ ونأمل بالأفضل، فإننا نعني ذلك بحق".
ولوقف النزيف، قامت شركات الطيران بتخفيضات كبيرة على جميع النفقات التي يمكن أن تتخيلها، وأغلقت العشرات من صالات المطارات، وجمدت التوظيف والمكافآت، وخفضت ميزانيات الإعلانات، وأجلت تجديدات المقصورات. ومع ذلك، حتى مع الأعداد القليلة من الركاب، تسعى الشركات لكسب بعض الأموال عن طريق البضائع التي تحملها، في محاولة يائسة منها للحفاظ على السيولة النقدية.
وقال السيد هارتفلدت: "بالتأكيد، تحتاج شركات الطيران إلى العودة إلى العمل، لكنها ستواجه جمهورا يخشى السفر، أعتقد أن الكثير من الناس في جميع أنحاء العالم سيصارعون الخوف والثقة".
ومنذ أوائل شهر آذار/ مارس، كثفت شركات الطيران جهودها بشكل متواصل لإقناع الركاب بأن الطائرات ليست بؤرا للفيروسات. كما بدأت يونايتد ودلتا الأسبوع الماضي بطلب أقنعة للركاب.
وهناك بعض الدلائل التي تشير إلى أن شركات الطيران قد وصلت إلى القاع بالفعل، وأنه لا يوجد حال أسوأ من الذي تشهده حاليا.
وقال "كيربي"، موظف في شركة يونايتد، إن شركة الطيران تشهد ارتفاعا كبيرا في عمليات البحث عن السفر لعطلة الربيع 2021، والأرقام أكثر مما شاهدته في هذا الوقت من العام الماضي. لكنه حذر من أن هذه الحجوزات لن تتم حتى "يتم احتواء الفيروس بشكل كاف".
وتطرح الصحيفة سؤالا في ختام تقريرها: "الربيع المقبل على بعد عام تقريبا، لكن السؤال المهم هو: هل ستصمد الشركات حتى ذلك الوقت؟".