فلسطين أون لاين

يوم الأرض (٤١)

أحيت الأوساط الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة، وخارجها أمس الذكرى رقم (٤١) ليوم الأرض. الاحتفال الوطني في هذا اليوم هو تخليد نفسي ووطني لقيمة الأراضي الفلسطينية في نفوس الناشئة. يوم الأرض هو يوم الإعلان الفلسطيني أن جوهر الصراع مع المحتل الصهيوني هو على الأرض قبل كل شيء. إن تمسك الفلسطيني بأرضه، وقريته، ومدينته هو تمسك لا مثيل له في العالم رغم ضعفه وقوة المحتل الغاصب.

إن يوم الأرض جزء لا يتجزأ من حق عودة اللاجئين إلى ديارهم وممتلكاتهم التي اضطروا إلى تركها في عام ١٩٤٨م تحت تهديد السلاح والقتل. حق العودة حق فردي غير قابل للتصرف، وليس لحكومة أو سلطة أيًا كانت أن تتنازل عن حق العودة، والفلسطينيون يرفضون عادة المساومة على هذ الحق الأصيل، حتى حين قبلت الفصائل بالدولة الفلسطينية على أراضي عام١٩٦٧م، كحل ابتدائي اضطراري لم تتنازل عن حق عودة اللاجئين إلى أراضيهم وديارهم وممتلكاتهم.

كل المؤسسات والمنظمات التي أحيت يوم الأرض أكدت على أن الأرض هي جوهر الصراع القائم منذ عام ١٩٤٨م وحتى تاريخه، ولذلك تجد أن الصراع يحتدم عادة حول الاستيطان، لأن الاستيطان يلتهم الأرض، ويغيّر من طبيعتها الوطنية الفلسطينية، وحين توقفت المفاوضات توقفت بسبب رفض العدو وقف الاستيطان، وتغيير معالم الأرض.

العدو الصهيوني يحتل ٧٨٪ من أرض فلسطين منذ عام النكبة، وهو يحاول الآن الاستيلاء على ٤٠٪ من الأراضي التي احتلت بعد النكسة، والمؤسف أن دولة العدو تجد لها سندًا قويًّا في واشنطن، وفي إدارة ترامب الجديدة، التي أعلنت انتهاء زمن تقريع وإدانة (إسرائيل) في مجلس الأمن، ومنظمات الأمم المتحدة، والمؤسف من ناحية أخرى أنها تجد من ضعف السلطة والنظام العربي ما يشجعها على الاستمرار في سياسة الاستيطان، ورفض قيام الدولة الفلسطينية على حدود عام ١٩٦٧م.

إن دولة العدو باتت الآن على قناعة ذاتية في ظل عامل القوة، والتمزق العربي أنها تستطيع أن تجد حلًا للقضية الفلسطينية، قضية الصراع على الأرض، خارج إطار فلسطين وعودة اللاجئين من خلال الحل الإقليمي، والحل الاقتصادي، والحكم الذاتي في مدن الضفة الغربية.

لقد ثبت باليقين أن طول أمد المفاوضات منذ اتفاقية أوسلو وحتى اليوم أنه كان في صالح دولة العدو مائة في المائة، وأنها تمكنت من قضم أجزاء كبيرة من القدس والضفة، وهضمها، وإسكانها بالمستوطنين، ومنع حل الدولتين عمليًّا لا نظريًّا، لذا فإن إحياء يوم الأرض سنويًّا يعدّ من الأعمال الوطنية التي تعيد الحيوية إلى جوهر الصراع، وهي الأرض الفلسطينية المغتصبة.