فلسطين أون لاين

معايشون له: الراحل الكرد أسس منهجية "العمل الخيري" بغزة

...
الراحل أحمد الكرد
غزة- فاطمة الزهراء العويني

"رائد العمل الخيري" في فلسطين، هكذا وصف معايشو القيادي في "حماس" أحمد الكرد الراحل الذي قضى أكثر من نصف عمره في العمل الخيري، فكان له باع طويل في تأسيس الجمعيات وإغاثة الفئات المحتاجة من شعبه، واصلًا الليل بالنهار ليوفر للمحتاجين قوت يومهم حيث امتدت يده الخيرة لكل بيوت قطاع غزة.

قائد حماس في دير البلح ماهر الحولي بيّن أن الراحل الكرد كان له دور كبير في العمل الخيري وخاصة كفالات الأيتام وتوفير سبل الحياة الكريمة لهم، كما احتضن ملف أسر الشهداء وفاء لهم بجانب الأرامل والمعوزين والمحتاجين.

وقال: "وكان له في التعليم بصمة واضحة من خلال مدارس الصلاح الخيرية التي احتضنت الأيتام وأبناء الشهداء وأهلتهم لدخول الجامعات بجانب مساهمته في ترميم ما دمره الاحتلال من المنازل والبنى التحتية ومقدرات شعبنا".

ووصف الفقيد بأنه رائد للعمل الخيري في فلسطين بادئا إياه في جمعية الصلاح التي كان أبرز مؤسسيها وارتقى لمستوى العالمية لتصبح قادرة على إمداد الجمعيات الأخرى بالمساعدات.

وأضاف الحولي: "ارتقى الكرد بالعمل الخيري ووسع دائرته من خلال توسيع نطاق جمع الصدقات والزكوات والتبرعات والمشاريع الخيرية، وترسيخ منهج للعمل ووضع البرامج التي تحفظ للمعوزين والأيتام والجرحى حقوقهم".

وأشار إلى أنه عمل في أكثر من مؤسسة خيرية من بينها دار اليتيم الفلسطيني، وترأس قبل وفاته تجمع المؤسسات الخيرية، فجاب البلاد طولًا وعرضًا من أجل أن يدعم أبناء شعبنا في جهاده ومقاومته ويوفر الاحتياجات الكريمة للجرحى وأسر الشهداء والاطفال.

ولم يكن العمل الخيري الجانب الوحيد في حياة الكرد، حيث يبيّن الحولي أن الراحل شغل مواقع متعددة كرئاسة الهيئة الإدارية لحركة حماس في دير البلح، ورئاسة مجلس الشورى فيها، كما كان عضواً  في مجلس شورى الوسطى، ومؤخراً عضواً في المكتب السياسي بحماس ليؤدي دوراً دعوياً وتربوياً ملحوظاً.

أما على الصعيد السياسي، فكان قامة وطنية وقائدا وطنيا كبيرا له حضوره السياسي من خلال موقعه في المكتب السياسي لـ"حماس" و شخصية اعتبارية في المجتمع مشارك في  المواقف والمناسبات الوطنية وكل ما يخدم القضية الفلسطينية بأبعادها السياسية.

وقال الحولي: "أما في سلك العمل الحكومي فقد شغل منصب وزير العمل، ووزير الشئون الاجتماعية في الحكومة العاشرة كما ترأس بلدية دير البلح بعد الانتخابات في 2006م، فيما عمل مدرساً في وكالة الغوث ومربياً للأجيال".

وأضاف: "وعلى الصعيد المجتمعي تمتع بعلاقة طيبة مع شرائح المجتمع بفئاتها المتعددة، وله مساهمات في الإصلاح بين الناس، فهو شخصية متواضعة يتميز بالصدق والإخلاص والأمانة والنزاهة، وكان معروفاً بحيويته لا يترك مجالًا إلا وله حضور فيه".

يبادر للخير

فيما أكد القيادي بـ"حماس" موسى السماك على أن الراحل الكرد عمل في القطاع الخيري لأكثر من 43 عاماً، "فكانت سني عمره زاخرة بالعمل والعطاء والتميز، وأكثر ما يميز الكرد أنه كان مبادراً لا ينتظر أحد ليدله على الخير فهو خير بكل ما تعني الكلمة من معنى".

وتابع: "شهدتُ مئات المواقف له وهو  يسعى للخير سواء للأيتام أو أسر الشهداء أو الفقراء أو بناء المساجد، وما لا يعرفه الكثيرون أنه كان أيضاً رجل إصلاح مميزًا بعطائه في إصلاح ذات البين بين الناس".

وأضاف السماك: "كان شخصية خيرية ليس على مستوى فلسطين فحسب بل العالم العربي حيث عرفه القاصي والداني بجهوده الممتدة، وقد عملتُ معه في تأسيس جمعية الصلاح فكان حريصًا على مأسسة العمل الخيري وألا يرتبط بأشخاص بل بمؤسسات لها لوائح داخلية وقوانين ونظم تتمتع بالشفافية".

وأشار إلى أن الراحل تميز بالنزاهة والمصداقية فأدخل الخير لكل بيت في قطاع غزة، ودرب من ورائه فرق عمل في المجال الخيري حيث كان يؤمن بالعمل الجماعي ويبادر للإغاثة في أي حدث مثل العدوان الإسرائيلي على غزة وكانت آخر إسهاماته المشاركة في توفير مستلزمات المحجورين بسبب "كورونا".