بينما يزعم فريدمان سفير أميركا في تل أبيب أن ضم المستوطنات والأغوار، هو قرار إسرائيلي لا علاقة لأميركا به، يأتي بومبيو وزير خارجية أميركا لزيارة (إسرائيل) لتنسيق خطوات الضم بين نتنياهو وغانتس؟! لذا كان نبيل أبو ردينة على صواب حين اتهم فريدمان بالكذب، وقال إن قرار الضم مبني على صفقة القرن نفسها، وأن أميركا انخرطت في رسم خرائط الضم؟! أنا مع أبو ردينة وغيره في القول بأن أميركا هي أسّ البلاء وجوهر المشكلة، ولا تجرؤ دولة الاحتلال على ضم الأغوار دون الحصول على موافقة أميركية، وهذا ما شاهدناه في قضية القدس ونقل سفارة أميركا إليها. فريدمان كذاب؟!
ترامب رجل مهووس بحب اليهود، والدفاع عن (إسرائيل)، وهو يرى أن طريق الدفاع عنها هو الطريق الذي سيعيده مرة أخرى إلى البيت الأبيض. ترامب التاجر المهووس، ومبتز المملكة والخليج، لا يرى في العرب شيئا مفيدا أو مهما، فهو لا يقيم لهم وزنا، حتى وإن كثرت أموالهم، وتضاعفت صادراتهم للبترول، فهم في نظره رعاة شاة، وأصحاب إبل، وليس لراعي الشاة في عالم التكنولوجيا مكان؟!.
ترامب يسخر من العرب ومن عباس ، ويرى فيهم التخلف. نعم هو يقيم نظرته هذه على قواعد عنصرية كارهة للعرب، وبالذات عرب الخليج والمملكة، وهم عنده بلا قيمة ولا وزن، وعادة يطالبهم بالدفع لأميركا مقابل حمايتهم، من إيران، وحماية عروشهم من الانقلابات الداخلية؟!.
ترامب أعلن صراحة أنه يؤيد ضم الأغوار، وأنه ينسق خطواته وخرائط الضم والحدود مع تل أبيب، لذا لا معنى لمزاعم فريدمان الصهيوني التي ذكرتها آنفا.
نحن إذ نؤكد على ما قلناه، فإن تصريحات محمود عباس أمام مركزية فتح أمس: بأنه سيتخلى عند ضم الأغوار عن كل اتفاقياته مع (إسرائيل) ومع أميركا أيضا، هي تصريحات مهمة إن كانت جادة، وإن كانت تحمل في طياتها عزيمة التنفيذ الفعلي رغم كل التداعيات المحتملة. الضم هو أسوأ الأسوأ, فلماذا يكلف عباس فتح بدراسة التداعيات، ومدى قدرة السلطة على تحملها؟! لا داعي لهذه الدراسات, لأن ضم الأغوار هو نهاية للسلطة، رفضت الضم، أو سكتت عنه؟!.