فلسطين أون لاين

أوروبا ترفض ضم الأغوار ولا تتخذ إجراءات مضادة؟!

عشر دول أوروبية تبلغ نتنياهو أنها ترحب بقيام حكومة جديدة ولكنها تشعر بقلق مما جاء في الاتفاق حول تكليف الحكومة بضم الأغوار ومستوطنات الضفة. الدول الأوروبية ترفض ضم أراضٍ فلسطينية بقرار أحادي، وترى في القرار خطرًا على عملية السلام، وخطرًا على الاستقرار في المنطقة؟!

نعم، الموقف الأوروبي للدول العشر جيد، ولكنه غير كافٍ، حيث لا يتضمن البلاغ الأوروبي أي آلية عملية لمنع (إسرائيل) من عملية الضم، ولا يتضمن توجه هذه الدول إلى مجلس الأمن لمنع الضم. إننا إذا وازنَّا بين موقف الدول الأوروبية على ما فيه من خلو لآليات المنع، وبين مواقف الدول العربية، فسنجد أن موقف الدول الأوروبية أكثر جدية وتقدمًا، ويهتم ببيان خطر إجراءات الضم على استقرار المنطقة، وهذا لم تجتمع عليه الدول العربية في بيان مشترك.

يقول بعض الفلسطينيين إن موضوع ضم الأغوار هو في النهاية قرار عسكري، لذا يجدر أن يواجه فلسطينيًّا بقرار عسكري، أي بمقاومة ساخنة في الضفة، إضافة إلى الحشد الدبلوماسي المدافع عن الحقوق الفلسطينية.

حين تكلم عباس في موضوع الضم ذكر خطورته، وذكر أنه سيكون في حلٍّ من كل الاتفاقيات المبرمة مع (إسرائيل). ولم يبين عباس عما يعنيه بشكل واضح ومفهوم للمواطن، وماذا سيكون مصير السلطة، وماذا سيكون مصير المفاوضات؟! المواطن الفلسطيني يريد إجراءات محددة، لأن عملية الضم تسير يوميًّا باتجاه متدرج نحو قرار الحكومة الجديدة في تل أبيب؟!

نعود، فنقول: (إسرائيل) قررت أن تتخذ قرار الضم من خلال إجراءات محددة، أولها أنها جعلت الضم جزءًا من اتفاق تشكيل الحكومة بين نتنياهو وغانتس، وحددت زمنًا لإصدار القرار، وعملياتها اليومية على الأرض تخدم عملية الضم، في حين ليس للسلطة إجراءات محددة لترجمة رفضها، وليس لدول أوروبا إجراءات عملية محددة لترجمة قرار رفضها للضم، وقلقها من تداعياته، وليس للدول العربية مجتمعة قرار محدد بإجراءات محددة.

ما نطالب به هو أن تعلن السلطة عن إجراءاتها العملية لمقاومة ضم الأغوار، وإحباط الإجراءات الإسرائيلية، ومطلوب من فصائل المقاومة أن تعلن عن إجراءاتها العملية لمقاومة الضم، وتعزيز صمود المواطنين الفلسطينيين في الأغوار، ويجدر بالأردن على وجه الخصوص أن يعلن عن إجراءات عملية لمقاومة ضم الأغوار، حتى يشعر العالم ودول أوروبا أن عملية ضم الأغوار هي خطر حقيقي على الاستقرار العالمي، وعلى السلام في الشرق الأوسط. وكل القرارات الباردة لا تجدي نفعًا للفلسطينيين، ولا تمنع الاحتلال من عملية ضم الأغوار؟!