فلسطين أون لاين

ماذا يحصل لجسمك في نهار رمضان؟

...
غزة-صفاء عاشور

لطالما قرأنا الكثير من الكتب والمقالات التي تحدثنا عن الصيام وفوائده العائدة على جسم الصائم، ولكن هل تساءلت يومًا ماذا يحصل لجسمك فعليًّا خلال ساعات الصيام؟، هل حاولت ترجمة أحاديث الرسول الداعية إلى تناول السحور والتبكير بتناول وجبة الإفطار فعليًّا على جسمك؟

خبير التغذية العلاجية د. رمضان شامية يوضح ما الذي يحصل في جسم الإنسان بدءًا من وجبة السحور وفي نهار رمضان، ثم تأثير وجبة الإفطار الصحية على الجسم، قائلًا لصحيفة "فلسطين": "هضم وامتصاص الغذاء الذي يتناوله الصائم على وجبة السحور الغني بالروتين والألياف يستغرق من أربع إلى خمس ساعات، يُستهلَك طاقةً يحتاج لها الجسم مدة أربع إلى خمس ساعات أخرى".

وبذلك إنه خلال ثماني إلى عشر ساعات –وفق حديث شامية- يكون قد نفد مصدر الطاقة التي استمدها الصائم من وجبة السحور، ويعتمد الجسم بعد ذلك على مخزون الطاقة الداخلي بتحويل الجليكوجين المخزن في الكبد والعضلات إلى سكر الجلوكوز، لاستهلاكه في تغذية المخ ومصدر للطاقة لباقي الجسم.

ويشير إلى أن هذا المخزون لا يكفي إلا وقتًا قصيرًا جدًّا، لذلك يبدأ الجسم حرق الخلايا الميتة والمريضة، إضافة إلى الخلايا الدهنية المتراكمة والمليئة بالسموم في الكبد، وكذلك الخلايا الدهنية في منطقة الكرش، خاصة إذا مارس الصائم الأعمال اليومية المعتادة، ومارس الرياضة قبل الإفطار بساعة أو ساعتين.

ويذكر شامية أنه في ذلك الوقت يكون الغذاء قد وصل إلى لأمعاء الغليظة ويكون مليئًا بالألياف الغذائية التي لا تهضم بواسطة الإنزيمات، بل تتغذى عليها البكتيريا النافعة في القولون، وينتج عنها تكاثر البكتيريا النافعة وإنتاج فيتامين "ب" المركب وفيتامين "ك".

كما ينتج الكثير من الأحماض الدهنية القصيرة السلسلة السريعة الامتصاص، وأيضًا البكتيريا السريعة التكاثر، وهي عبارة عن بروتين سريع الامتصاص وسريع الالتصاق بالمعادن كالحديد، والزنك، والكالسيوم، والنحاس، والسيلينيوم، والمنجنيز، والماغنيسيوم، التي لم تمتص في الإثنا عشر؛ وفقًا لإفادته.

ويلفت شامية إلى إعادة امتصاص هذه المعادن المهمة بواسطة البكتيريا النافعة التي غذيت وتكاثرت بواسطة ما تناوله الصائم من خضراوات وفواكه في وجبة السحور، "فهذه المعادن مهمة لأنها تعمل عاملًا مساعدًا لكثير من الإنزيمات الهاضمة وإنزيمات جهاز المناعة".

ويؤكد أهمية ممارسة رياضة المشي في نهار رمضان، وهو ما كان يفعله رسول الله محمد (عليه الصلاة والسلام)، إذ كان يمشي مدة يقرأ فيها الزهراوين (سورة البقرة وآل عمران)، وهو ما يعادل مشي ساعة ونصف إلى ساعتين.

ويكمل شامية بالتشديد على أن هذه الطريقة تضمن حرق الدهون المتراكمة في الكبد ومنطقة الوسط والكرش وتحرق خلايا متهالكة، ليعاد تجديد هذه الخلايا بأخرى سليمة وشابة تعيد للجسم نضارته وحيويته، وذلك بتناول وجبة إفطار متوازنة بطريقة صحية ومثالية.