فلسطين أون لاين

على الطريق.. هكذا يفطر سائقو سيارة الأجرة

...
غزة-محمد أبو شحمة

لا يتمكن السائق أبو علي حمود من تناول إفطاره خلال شهر رمضان المبارك مع عائلاته وأبنائه، بسبب تواجده ساعة الإفطار على رأسه عمله كسائق أجرة، وهو ما يفقده طقوس شهر الصيام بين أبناء عائلته.

ولم تنجح محاولات حمود في الوصول إلى بيته قبل موعد أذان المغرب، فعمله على سيارته بين مدينتي غزة وخان يونس التي تصل المسافة بينهما قرابة الـ30 كيلو متر، تحول دون وصوله إلى بيته مبكرا.

ويضطر حمود إلى تناول إفطاره في الكثير من الأيام التي يتأخر بها في الوصول إلى بيته قبل موعد الإفطار، على الطريق أو أثناء قيادته لمركبته، وإنهاء صيامه بشربة ماء، وبعض التمر الذي يكون بحوزته.

يقول حمود لصحيفة "فلسطين": "أحرص دائماً على الانتهاء من العمل وإيصال ركابي قبل موعد المغرب بنصف ساعة تقريباً ولكن الطرقات تكون في آخر ساعة من نهار شهر رمضان المبارك مزدحمة جداً، والجميع يريد الوصول إلى بيته بوقت مبكراً، لذا تكون الطريق خطيرة".

ويضيف: "بسبب زيادة سرعة السائقين والازدحام الخانق آخر النهار، أتجنب قيادة مركبتي بسرعة كبيرة، فأعمل على التمهل طوال الطريق حتى أصل إلى بيتي وأولادي سالماً وبدون أي ضرر للمركبة التي هي سبب في جلب الرزق".

وعن شعور سائق الأجرة لحظة تناوله إفطاره خارج بيته، يصفه بأنه صعب خاصة أن الشوارع تكون خالية من المارة وتقف حركة الناس إلا لبعض السيارات والأشخاص الذي تتطلب أعمالهم البقاء والإفطار بها.

ويوضح حمود أن قبل أذان المغرب بدقائق ينتشر الكثير من الشبان ورجال الشرطة على الطرقات حاملين معهم المياه والتمر واللبن، ويسارعون في تقديمهم لجميع السائقين الذين يتأخرون في الوصول إلى بيوتهم.

ويلفت إلى أن هؤلاء الذي يقدمون وجبات الإفطار السريعة للصائمين لا يحصلون على أي مقابل من السائقين ولكن تكون مقدمة من جمعيات خيرية، وجهات رسمية، وبعض مبادرات العائلات.

ولا يتناول السائق حمود إفطاره وحده بعد سماعه أذان المغرب، إذ يشاركه جميع ركابه في السيارة ويكون إفطارهم واحدًا وهو التمر والماء دون أن تجمعهم سفرة واحدة، بل في طريق عودتهم إلى بيوتهم.

يقول: "مشهد إفطار السائقين أثناء قيادتهم لمركباتهم محزن ولكن تعود هؤلاء على ذلك، لطبيعة عملهم التي يتأخرون بسببها خلال ساعة الإفطار، والتي تصعب عليهم الوصول إلى البيت مبكراً".

ويوضح أنه في الأيام الأولى من شهر رمضان يحظى بالإفطار برفقة أبنائه وزوجته بسبب تراجع حركة الناس، ولكن في الأيام الأخيرة من شهر الصيام لا يعرف مكانًا للإفطار بين العائلة بسبب تزايد الحركة، وكثرة الطلبات الخارجية على المركبة.

ويختم بأنه بعد الإفطار كان يؤدي صلاة المغرب في أحد المساجد، ولكن هذه المرة سيعمل على تأديتها في الحدائق أو أمام سيارته نظراً لإغلاق المسجد بسبب إجراءات منع انتشار فيروس كورونا المستجد.