يثير "التكتم الإسرائيلي" على الأوضاع الميدانية في مدينة القدس بعد تفشي فيروس "كورونا- Covid 19"، مخاوف آلاف المواطنين في المدينة المحتلة التي وصلها الفيروس وأصاب عددا من سكانها الأصليين.
وبذلك أصبح المواطن المقدسي بين فكي الفيروس من جهة، وإجراءات سلطات الاحتلال من جهة أخرى، التي تحول في كثير من الأحيان دون توفير وقاية مناسبة للمقدسيين، وهو ما أدى إلى تفشي "كورونا"، وتجاوز عدد الإصابات في صفوفهم حاجز الـ150 مصابًا.
وفي هذا الصدد، قال الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب، إننا نجهل أي معطيات عن الفيروس وتداعيات تفشيه في القدس، خاصة أن المسؤول عن مناحي الحياة جميعها وتحديدًا في القدس؛ هي سلطات الاحتلال.
وأضاف أبو دياب لصحيفة "فلسطين": أن سلطات الاحتلال تخفي المعلومات عن المقدسيين تزامنًا مع عدم وجود مراكز من شأنها تقديم معلومات دقيقة عن تداعيات المرض في القدس، وطبيعة الفحوصات التي تجرى وأعدادها، ومدى انتشار الفيروس الذي صنفته منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة بأنه "جائحة".
وذكر أبو دياب أن التعامل مع الحالات المصابة بعد اكتشافها في القدس من طرف الاحتلال "يكاد يكون شبه غير متوفر إلا في حالات نادرة".
كما ذكر أن سلطات الاحتلال لا تقدم الرعاية الصحية المطلوبة، وتحول دون تنفيذ أي مبادرة فلسطينية لتعقيم شوارع أو أحياء القدس، مشيرًا إلى تدخلها في أي شيء يقدم للوقاية من المرض ومحاربته، في وقت هي لا تقوم بما يجب عليها القيام به كسلطة احتلال.
ومنذ أن وصلت جائحة "كورونا" القدس المحتلة، بين أن سلطات الاحتلال فرضت مخالفات تجاوزت قيمتها 3.5 ملايين شيقل على أهالي القدس المحتلة، بحجة مخالفة قانون الطوارئ.
وانعكس انتشار الفيروس اقتصاديًا على أهالي القدس الذين يعيش 79% من سكانها تحت خط الفقر بسبب انتهاكات الاحتلال وسياساته، وجدار الفصل العنصري الذي حاصر قرى ومدنا، وعزل بعض أهلها عن المدينة المقدسة.
ويؤكد الدكتور عبد السلام أبو لبدة عضو نقابة الأطباء، الطبيب المشرف على المحجورين صحيًا في فندق "سانت جورج" بالقدس المحتلة، أن إجراءات سلطات الاحتلال لم تكن كافية لحماية المقدسيين تحديدًا من فيروس "كورونا".
وأكد أبو لبدة لصحيفة "فلسطين" أن أعداد المقدسيين في القدس المحتلة وخاصة في الجهة الشرقية منها، التي تقطنها أغلبية فلسطينية، بحاجة إلى إجراء فحوصات بأعداد أكبر من التي تُجرى حاليًا. وما زالت بحاجة إلى إجراءات وقائية أكثر وكذلك لجهد أكبر وخاصة في الأحياء المقدسية.
وبشأن فندق "أسانت جورج" المخصص للحجر الصحي في القدس، ذكر أن تجهيزه كان نتيجة جهد فلسطيني بالتعاون بين التجمع المقدسي لمواجهة وباء "كورونا" ونقابة الأطباء الفلسطينيين واتحاد المسعفين العرب، لمنع تفشي الفيروس.
وأشار إلى أن بعض النزلاء في الحجر الصحي ظهرت عليهم أعراض شبيهة بأعراض فيروس "كورونا"، لكن بعد الفحوصات المخبرية تبين عدم إصابتهم، مشيرًا إلى أن عدد الأشخاص المصابين في القدس تجاوز 150 مصابًا، والمتعافين 16، في حين أن الوفيات 2 فقط.
وبالنسبة لتفشي الفيروس في بلدة سلوان، ومنطقة جبل المكبر، أكد الطبيب الفلسطيني أنها مناطق تكتظ بالسكان، وبالتالي كان يفترض أن تُجرى فحوصات بشكل أسرع من التي أجريت من قبل، واستيعاب الحالات المصابة ومنعها من مخالطة المجتمع.

