فلسطين أون لاين

​أمهات يروين "ذكريات طفولة" فترتسم الضحكة على شفاه الأبناء

...
غزة - مريم الشوبكي

تنقضي مرحلة الطفولة بذكرياتها التي تحمل البهجة والفرح والبراءة، ولكن ذكرياتها تبقى منقوشة في أذهان آبائنا وأمهاتنا الذين لا ينفكون عن تذكيرنا بها بين حينٍ وآخر، وفي كل مرة نبتسم كأننا نسمعها لأول مرة.

ماهي الذكريات التي يذكرك بها والداك وتضحك كثيراً كلما سردوها؟ وماهي الذكريات التي ستحدث بها أطفالك حينما يشبون؟، وهل لهذه الذكريات علاقة بما أنت عليه الآن في شخصيتك وحتى تخصصك ووظيفتك.

تنفعنا في الكبر

رغدة الباز 27 عاما، ذاكرتها لا تَنسى ما حدثتها به والدتها لحظة معرفة أن جنس المولود الذي في أحشائها أثنى، وبذلك تكون الأنثى الثامنة وولدٌ وحيد، الكل كان يخشى من اخباره بهذه الحقيقة، ولكن الذهول كان سيد الموقف حينما كان رده مغايراً لما توقعوا.

قالت الباز لـ"فلسطين" : "حينما ولدت أمي؛ وحملني أبي بين كفتي يده، لم يغضب أو يحزن لأنه كان ينتظر ولد؛ كما كانت أمي وإخوتي يظنون، بل كان فرحا للغاية وقال لهم لعل الله جاء بها لتكون سببا في نفعنا في كبرنا".

وأضافت: "بقدر سعادتي بكلام والدي حينما تعيده أمي على مسمعي دائماً، أشعر أني عند حسن ظن أبي بي وأنفعه في كبره لا سيما أنه تجاوز 72 من عمره الآن، وأذكر نفسي بها دائما لأبر بهم في كبره وأقوم على رعايتهم".

وتذكر الباز أيضا موقفا طريفا ترويه لها أمها دائما، حينما لم يتجاوز عمرها الأسبوع كانت تبكي بشدة ولم يجدِ حمل وهز أمها وأخوتها لها، إلا حينما حضر أبوها وحملها لتهدأ وتنام كأن شيئا لم يحدث.

وتتحدث عن هذه الذكرى كيف أنها منذ تلك اللحظة "أسرت قلبه" واحتلت مكانة مميزة فيه وكان هذا الأمر يشعره بالسعادة أيضا، حتى بات يصطحبها وهي نائمة في عمر الشهرين والثلاثة ويضعها على كرسي السيارة، حينما كان يقوم بتوصيل إخوتها صباحا إلى مدارسهم، وحتى إلى الآن هي المدللة بالنسبة له.

صورتي مع أبي

خلود صيام 25 عاما، لها ذكرى لا تنسى مع صورة التقطتها لها والدتها خلسة دون أن تنتبه وكلما تقلب بين الصور وتشاهد هذه الصورة ترتسم على شفتيها ابتسامة عريضة تجعلها تشعر بمدى حنان والدها عليها.

روت صيام لـ"فلسطين" تفاصيل هذه الصورة: "لا أذكر موقف الصورة ولكن والدتي هي من حدثتني عنه، بما أنني البنت الكبرى لوالدي كنت المدللة بالنسبة له وهذا كان يغيظ أخي الأصغر مني مباشرة حتى ضربني في مرة وأجهشت بالبكاء حتى احمرت عيناي، وكنت حينها في الثالثة من عمري".

وتابعت: "حملني والدي وأجلسني على مكتبته ليراضيني، وحينها التقطت أمي الصورة لنا دون أن ننتبه، والمشهد كان أبي فيه يضع كفتي يده على وجهي يكفكف دموعي وأظهر في مظهر الموجوعة فعلاً من ضرب أخي، ولهذه الصورة مكانة خاصة تجعلني أبتسم حينما أراها لأني أشعر بمقدار الحب والحنان الذي يحمله قلب أبي تجاهي".

بكاؤه نغمة

أم محمد هاشم أهداها الله ثلاثة صبيان وخمسة من البنات، كان "أحمد" هو الصبي الثاني فكان مميزاً عن أخيه في هدوئه وحنانه وذكائه وأيضا الغريب في بكائه، حيث كان صوت بكائه فيه نغمة موسيقية، كانت تنم عن صوت شجي.

قالت هاشم :" هذه الذكريات دائماً ما أذكر أحمد بها ويضحك قائلا أنا مطرب من يوم يومي، حباني الله بصوت شجي لا تمل الأذن من سماعه".

أم سراج عابد لديها ولد وبنت، البنت ذكية وسريعة البديهة، حتى أنها بدأت بالكلام في عمر صغير قبل أن تتم عامها الأول، تذكر موقفاً حينما كانت ابنتها "لانا" تبلغ العامين ونصف العام تقريباً، وكانوا يلعبون لعبة "الأسماء" سألت إحداها الأخرى عن اسم بلد بحرف الحاء لتسرع هي مجيبة "ح.. حان يونس".

كان الموقف فكاهياً ليدخل الجميع في نوبة ضحك على جواب "لانا" ولكن المفرح أيضاً أنها في عمر صغير فهمت ماذا يقصدون وبسرعة بديهتها قالت الاسم، هذا الموقف لن أنساه ودائماً ما أحدثها به.