عملت الصهيونية العالمية التي تتحكم في الإعلام والمال في العالم على صناعة وعي وثقافة جديدة لدى المواطن العربي تجاه كيان الاحتلال، حتى يكون مقبولا، وأن يتعايش العربي مع الإسرائيلي بشكل طبيعي وإيجابي.
ومن أخطر أساليب صناعة الوعي هي السينما والدراما التي ترسخ المفاهيم في عقول فئات المجتمع، والتي غالبا ما تستهدف فئة الأطفال و الشباب باعتبارهما الأكثر فعالية وتأثيرا.
ولكن على مدار تاريخ السينما المصرية ظهرت أفلام واجهت الحرب على الجيل العربي وقطعت الطريق على السينما العالمية التي حاولت أن تؤثر في المواطن العربي، وهذا لا يعني أن البعض قد أصابه سهام الانخداع بالسينما العالمية وتأثر سلبا بها ، حتى صار مقتنعا أنه يمكن التعايش مع كيان الاحتلال.
فجاءت السينما المصرية لتعيد الأمور إلى نصابها والأفكار إلى أصلها، وأنتجت مؤخرا فيلم "الممر" الذي أكد على أن (إسرائيل) هي العدو الأول، وأنه لا يمكن التصالح معها، وأن التحاور معها فقط عبر البندقية والمواجهة.
وأن فيلم "الممر" أعاد للمواطن المصري والعربي الروح الوطنية وأنه بالإمكان الانتصار على الكيان الذي قال عن نفسه بأنه لا يقهر.
ومن روائع الدراما المصرية أنها تبث في هذه الأيام في شهر رمضان المبارك مسلسل "النهاية" الذي أثار غضب الكيان الاحتلالي وتحدثت عنه وسائل الإعلام الصهيونية، وذلك لأن المسلسل يتحدث عن نهاية (إسرائيل) قبل وصولها لعامها الـ100، وأن من سينهيها الدول العربية في معركة تحرير القدس.
مثل هذه الدراما تعزز الثقة لدى المواطن العربي بأنه يستطيع أن ينتصر، ويجعل باب المعركة مفتوحا مع كيان الاحتلال، وبأنه سيبقى العدو الأوحد للأمة العربية، وأن فلسطين هي قضيته المركزية.
بهذه السطور أردت التركيز على بقعة الضوء في عالم مظلم، حتى نبقى على يقين بأن الخير موجود، ولن تسرق أفكارنا وقناعاتنا بعض الأعمال الدرامية العربية التي ستذهب كما ذهب غيرها، ولن يبقى إلا الأصيل منها.