فلسطين أون لاين

مسلسل (مخرج ٧) وخطره على الثقافة

ثقافة الأمة حصنها وسترها وإليها يرجع أبناؤها ومنها تنبع قيمها وأخلاقها. ثقافة الأمة ليست بناء فرديًّا، بل هي بناء جمعي اشتركت فيه الأجيال عبر التاريخ. ومن ثمة قيل ثقافة الأمة العربية والإسلامية لأنها تحمل هوية الإسلام والعرب، وقيل الثقافة الغربية الرأسمالية التي تحمل هوية البلاد الأوروبية، في حين تحمل الثقافة الاشتراكية والشيوعية هوية الصين والاتحاد السوفيتي سابقًا.

ثمة معركة كبيرة في العالم اسمها الغزو الثقافي، والغزو الفكري، وتقف وراءها دولة استعمارية، إضافة إلى الماسونية العالمية، والصهيونية اليهودية الإنجيلية، وتستهدف ثقافة الأمة العربية والإسلامية، لتحطيم الشخصية المسلمة القادرة على بناء النهضة الإسلامية من جديد، والعودة إلى الماضي التليد.

الغزو الفكري والثقافي بدأ مع بدايات الاستعمار الحديث في القرن التاسع عشر، وقام عليه جماعة من المستشرقين، وأجهزة الاستخبارات والمبشرين، ونجحوا في توظيف القضية اليهودية التي شغلتهم في أوروبا، ونقلوها إلى منطقتنا العربية، من خلال إقامة (إسرائيل)، وبهذا تخلصوا من اليهود، وأوجدوا مشكلة خطيرة للعرب والمسلمين في منطقة الشرق الأوسط.

هذه الخلفية التاريخية حول هذا الموضوع لازمة جدًّا حين تقوم قناة (إم بي سي) السعودية ببث مسلسل تلفزيوني تحت اسم (مخرج ٧) بطولة ناصر القصبي وراشد الشمراني يظهر اليهود كجماعة مضطهدة تستحق التعاطف معها، وأن (إسرائيل) ليست عدوًّا للسعودية، ويجدر توسيع التجارة معها، أما العدو فهو الفلسطيني الذي ينكر مساعدات المملكة، ويشتم زعماءها؟! هذا المسلسل يستهدف غسل أدمغة الشباب السعودي والعربي، وتوجيههم نحو التطبيع والصداقة مع اليهود، وتحريضهم على تجنب الفلسطينيين؟! هذا المسلسل ومسلسل (أم هارون) الذي يعرض في الكويت، ليسا مسلسلين بريئين، وهما إنتاج متعمد، وبثهما في شهر رمضان أيضًا بث متعمد، ووراء المسلسلين تقف أصابع توالي يهود على حساب القضية الفلسطينية، وهذا لا يمنع أن يكونا ممولين من جهات معادية للعرب والمسلمين.

إن ثقافة الشباب أمانة في يد حكام البلاد، وترك المسلسل يبث سمومه في الشباب هو خطر كبير عليهم وعلى المملكة وعلى القضية الفلسطينية، وفيه هدم لتراث إسلامي ورثناه من زمن النبوة، وفيه انتصار لحركة صهيونية عنصرية، ودولة احتلال وتمييز عنصري. عند الثقافة يجب أن نقف متأملين قبل أن نفقد هويتنا، وتسيطر علينا ثقافة المطبعين والصهيونية؟!