فلسطين أون لاين

الإهمال الإسرائيلي يدق ناقوس خطر تفشي كورونا في أحياء القدس

...
غزة- جمال غيث

يومًا بعد الآخر تزداد حالات الإصابة بفيروس كورونا، في أحياء مدينة القدس المحتلة، ما يدق ناقوس الخطر بين المقدسيين من جراء تقصير وزارة الصحة بحكومة الاحتلال الإسرائيلي في إجراء الفحوصات والمسح الميداني، ومنع السلطة في رام الله أو الجهات المعنية من أي تدخل فعلي للحد من انتشار الوباء أو الكشف عن الحالات المصابة.

وينذر الوضع في أحياء القدس، بأنه كارثي من جراء مضايقات سلطات الاحتلال على المقدسيين، وملاحقة المؤسسات والمبادرات الهادفة لتوعية وإغاثة المواطنين لاحتواء الوباء.

وأعلنت اللجنة الصحية المشتركة في مخيم شعفاط شمال شرق القدس المحتلة، عن 9 إصابات جديدة بالفيروس في المخيم وفي ضاحية السلام ببلدة عناتا شمال شرق القدس، مساء الجمعة.

ويؤكد عضو التجمع المقدسي لمواجهة كورونا ناصر جمجوم، أن أعداد المصابين المقدسيين بفيروس كورونا المعلن عنهم لا يقارب الحقيقة؛ بسبب منع سلطات الاحتلال إجراء الفحوصات اللازمة للأهالي.

ويقول جمجوم لصحيفة "فلسطين": "أعداد المصابين بالفيروس أكبر مما أعلن عنه"، مرجعًا ذلك لتقصير وزارة الصحة بحكومة الاحتلال في إجراء الفحوصات والمسح الميداني للمقدسيين، ومنع السلطة والمؤسسات المعنية من أي تدخل فعلي في المدينة.

ويشير إلى أن ذلك دفع المقدسيين للعمل على مواجهة الوباء من خلال إطلاق مبادرات بجهود ذاتية للحد من انتشار الفيروس، لكن تواجهها سلطات الاحتلال بالمحاربة الميدانية كإغلاق المقرات أو ملاحقة القائمين عليها.

ويوضح جمجوم أن الهدف من تلك المبادرات توعية المقدسيين بالفيروس، ولضمان وصول المعونات إلى جميع العائلات المتعففة، وتأمين احتياجاتها الأساسية التزامًا بتطبيق قرارات حظر الحركة.

وفي غياب إعلان "صحة الاحتلال" عن المصابين في شرقي القدس، فإن من شُخِّصت إصاباتهم بالفيروس أعلنوا عن ذلك من خلال شبكات التواصل الاجتماعي.

إهمال متعمد

ويؤكد رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، أن مدينة القدس تعيش حالة إهمال إسرائيلي متعمد، في حين لا تملك السلطة في رام الله صلاحيات العمل هناك.

ويقول الهدمي لصحيفة "فلسطين": "لا يوجد جهة معينة يلجأ إليها أهالي القدس للوقاية من فيروس كورونا، سوى بعض المؤسسات والمبادرات التي أطلقت لحماية المقدسيين، والتي سرعان ما أغلقها الاحتلال وصادر ما بها من مواد تموينية، واعتقل القائمين عليها".

ويشير إلى أن مواجهة الوباء بحاجة إلى سلطة قادرة على فرض القرارات والالتزامات بكل تعليماتها، مؤكدًا أن الاحتلال قضى طوال السنوات الماضية على دور السلطة في مدينة القدس، "وكان ذلك برضاها نتيجة اتفاق أوسلوا المشؤوم".

وتوقع الهدمي تسجيل حالات جديدة مصابة بفيروس كورونا في الأيام القادمة بسبب عدم إجراء الفحوصات الطبية لها، وعدم توفير احتياجات المقدسيين، مشيرًا إلى وجود حالات مصابة بالفيروس غير مكتشفة داخل أحياء مدينة القدس.

ودلل على تعمد سلطات الاحتلال نشر الوباء بين المقدسيين، بالإشارة إلى تضييقها على عمل الجمعيات والمبادرات الطبية والإغاثية العاملة على حماية المقدسيين من "كورونا"، واعتقال القائمين عليها.

وتشير تقديرات فلسطينية وإسرائيلية، إلى أن عدد السكان الفلسطينيين في شرقي القدس يزيد على (340) ألفًا، ويعيش هؤلاء قلقًا كبيرًا تجاه ما ستؤول إليه الأحوال في مدينتهم بعد تعليق التعليم والحركة التجارية وإغلاق دور العبادة، وترهل المنظومة الصحية أمام الوباء.

وفي الوقت الذي يعيش فيه (75%) من المقدسيين شرق القدس تحت خط الفقر، شل كورونا الحركة الاقتصادية في المدينة، ليرفع النسبة ويزيد حاجة المقدسيين إلى الدعم.