ما زالت غزة تحت حصار مطبق. وما زالت كورونا تحاصر العالم. فهل يمكن أن نقول: إن العالم الذي حاصر غزة، وناصر يهود، ضرب الله عليه الحصار فتنة وابتلاء وعقابًا؟! نعم، يمكن قول هذا وأكثر منه، ذلك أن الله قضى أنه للظالمين بالمرصاد. فغزة ترزح تحت ظلم وجور، والعالم يتفرج على سكانها، ويقرأ إحصاءات الفقر والبطالة كما يقرأ الأرقام الحسابية بلا مشاعر ولا إحساس بالمسئولية؟!
ثلثا سكان غزة في فقر أو فقر مدقع، ورجالها في بطالة بنسبة ٤٣٪ بحسب تقارير الأونروا. هذه الأرقام لم تحرك ضمير العالم، للضغط على دولة الاحتلال لرفع الحصار عن غزة، لا قبل كارونا، ولا بعد انتشار كورونا. ثمة حاجة متزايدة للسكان في غزة لرفع الحصار، والبحث عن فرص عمل.
نحن نعلم أن البطالة منعت طلاب الجامعات من دفع الرسوم الجامعية لأنهم لا يجدون مالًا للطعام، فكيف يجدونه للرسوم الجامعية؟! الأستاذ الجامعي عنده فرصة عمل جيدة، ولكنه لا يتقاضى من راتبه أكثر من مائتي دينار أردني، لأن الجامعة لا تملك مالًا لدفع روتب كاملة؟!
وما يقال عن رواتب الأساتذة الجامعيين في غزة يقال عن رواتب العاملين في الوظيفة العمومية الذين لا يتقاضون من رواتبهم غير ٤٠٪ في وقت فرضت عليهم كورونا مزيدًا من المصاريف. ومن المعلوم أن هذه المصاريف تتضاعف تقريبا في شهر رمضان الكريم، شهر الرحمة والأرحام.
هنا سؤال يسأله الرجل الغزي: لماذا لا يتحرك العالم لرفع الحصار عن غزة في شهر رمضان على الأقل، أو لرفعه في ظل كورونا؟! إذا لم يرتفع الحصار عن غزة في هذه الأوقات فمتى يرتفع؟!
غزة محتلة، ومن حق غزة أن تقاوم، ولن تتوقف المقاومة عن عملها حتى يتم التحرير الحقيقي، وفرض الحصار على غزة بغرض تركيع المقاومة وإجبارها على التوقف لن يتحقق البتة، والمقاومة حق في القانون الدولي، والحصار باطل وجريمة بالقانون نفسه، وعليه فإن لم يتحرك العالم على وجه السرعة لإيجاد حل للحصار، فإن المنطقة مقبلة على صيف ساخن، أو انفجار عميق تغيب معه حالة الاستقرار في المنطقة.
إن رفع الحصار فيه مصالح لغزة وسكانها، ولكن فيه مصالح أيضًا لدولة الاحتلال، وسكان العالم، لا سيما بعد هذه التطورات الكبيرة التي تفرض نفسها على العالم في ظلال كورونا، وتنامي فرص الحروب البيولوجية.