فلسطين أون لاين

بسبب كورونا والاحتلال

في أحياء القدس.. طقوس رمضانية غائبة

...
غزة- نور الدين صالح

يمر شهر رمضان هذا العام مختلفًا عن غيره، إذ افتقدت الأحياء والأزقة والأسواق المُحيطة بالمسجد الأقصى أضواء وفوانيس رمضان، التي ألفها قاطنو هذه الأماكن على مدار سنوات طويلة.

كان العائق هذه المرّة هو تفشي جائحة فيروس كورونا في مدينة القدس المحتلة، إضافة إلى إجراءات الاحتلال المُشددة، ما أدى إلى فرض الإغلاق الكامل ومنع التجول في مدينة القدس والأحياء المُحيطة بالأقصى.

وغيّبت هذه الإجراءات كثيرًا من الطقوس التي اعتادها المقدسيون، أبرزها تجهيز الأسواق والمطاعم وجلب البضائع الخاصة باستقبال شهر رمضان، وصلاة التراويح والإفطار في باحات الأقصى.

وازداد الحزن بين جموع المقدسيين، حينما أعلن مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، أن جميع المساجد حتى الأقصى ستبقى مغلقة خلال مدة الطوارئ التي تتضمن شهر رمضان، التزامًا بالإجراءات المتبعة للوقاية من انتشار "كورونا".

الشيخ نور الدين الرجبي الذي يقطن في البلدة القديمة يصف المشهد الحالي في القدس بـ"الحزين"، لأن هذا العام سيكون مختلفًا عن الأعوام السابقة.

ويوضح الرجبي لصحيفة "فلسطين" أنه في الأسبوع الذي يسبق رمضان تبدأ التجهيزات وتحضير البضائع في الأسواق والمطاعم، وتزيين "الحارات" المجاورة للأقصى، ابتهاجًا بقدوم الشهر الفضيل.

ويقول: "إن البلدة القديمة وأحياء مدينة القدس مازالت مغلقة والحركة التجارية "مشلولة"، وهو ما يبعث حالة من الحزن والألم بين صفوف المقدسيين، خاصة مع دخول شهر رمضان، الذي يتميز بالتقارب الاجتماعي والصلاة في الأقصى".

ويضيف: "إن استمرار الإغلاق بسبب "كورونا" سيدفع المقدسيين لاستبدال بعض الطقوس التي اعتادوها كأداء صلاة التراويح والإفطار في البيوت، وليس في الأقصى، كما كل عام".

ويرى أن وضع مدينة القدس في الوقت الحالي "معقد على الفلسطينيين، إضافة إلى فرض بعض القوانين مثل ضرورة وضع الكمامات، وتغريم المخالفين مبالغ مالية باهظة".

ويتبادر إلى ذهن الرجبي بعض الأفكار الخاصة بأداء طقوس رمضان في البيوت، مثل استثمار "سطح العمارة السكنية" التي يقطن بها، لأداء صلاة التراويح مع سكانه، نظرًا لعدم قدرتهم على الخروج من المنزل.

ويتابع حديثه بالدعاء إلى الله، بأن تُزال هذه الغُمة وتعود الحياة إلى طبيعتها سابقًا، والصلاة في المسجد الأقصى، وأداء كل الطقوس المتعلقة بشهر رمضان المبارك.

هكذا بدا المشهد لدى الشاب عبد العفو زغيّر الذي يقطن في بلدة بيت حنينا أحد أحياء مدينة القدس، إذ يستهل حديثه بكلمات حزينة: "مدينة القدس هذا العام تمر بأوضاع صعبة جدًّا، بسبب كورونا، وتستمر مع قدوم شهر رمضان المبارك".

ويقول زغيّر لصحيفة "فلسطين": "إن القدس كانت في السنوات الماضية تستعد في هذه الأوقات لاستقبال شهر رمضان بشراء البضائع، وتجهيز حلويات رمضان الشهيرة".

ويضيف: "أحياء القدس تفتقد هذا العام تزيين ساحات الطرق المؤدية إلى الأقصى والبلدة القديمة وباب العمود، ابتهاجًا بقدوم شهر رمضان".

ويبيّن أن المسجد الأقصى ما زال مغلقًا، وهو ما أدى إلى عدم وجود أي استعدادات تتعلق بصلاة التراويح كما كل عام،  ما يُضاف إلى إجراءات الاحتلال التي تلقي بظلالها على المقدسيين.

ويشير إلى أن "ما يُصعّب الأوضاع الراهنة هو غموض مدة بقاء الفيروس، الذي تسبب بإغلاق المساجد حتى الأقصى"، لافتًا إلى أن البدائل ستكون إفطار العائلات في بيوتهم  فقط ضمن طقوسهم الخاصة.

ويختم زغيّر حديثه: "القدس تمر اليوم بحالة فريدة وغريبة من نوعها، من حيث استمرار إغلاق الأقصى بسبب انتشار فيروس كورونا".