رمضان كريم. كل عام وأنتم بخير. جريدة فلسطين ترى من واجبها أن تبعث بتهانيها لقرائها، وللعاملين فيها، وللفلسطينيين أينما كانوا، وللعرب والمسلمين، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، شهر الخير، وصلة الرحم، والتقارب، وقراءة القرآن والدعاء. اللهم أعنا على صيامه وقيامه، وتقبله منا ومن المسلمين، واجعله شهر رحمة ومغفرة، وعتق من النار، واجعله فرجًا لأسرانا، وعافية وشفاء لمرضانا ومرضى المسلمين آمين.
يأتي شهر رمضان في هذا العام والعالم يعاني جائحة كورونا، حيث تجاوزت الإصابات عدد المليونين والنصف، وتعد الوفيات بمئات الألوف، وما زال الوباء في عنفوانه، ولما يستطِع العلماء التوصل إلى لقاح يمنع فتكه وضرره. العالم اتخذ من التباعد الجسدي قاعدة له في مواجهة تفشي المرض، أما رمضان في الإسلام فهو شهر التقارب والتواصل الاجتماعي، وصلة الأرحام، وجمع الأهل والأحباب على مائدة واحدة. هذا التباين المؤلم بين دواعي الصحة ودواعي شهر رمضان ترسل لنا رسائل مؤلمة ومؤسفة. وآمل أن يعذر الأقارب بعضهم بعضًا، وأن يأخذ الجميع بأسباب الوقاية والسلامة.
كنا نأمل أن تفتح المساجد أبوابها لصلاة الجماعة والجمعة، وصلاة التراويح، ولكن للأسف لم يحصل هذا، لأن الأطباء يرون أن خطر تفشي المرض ما زال محتملًا، وأن الأخذ بأسباب الوقاية ما زال ضرورة حتمية، حتى وإن كانت حالات الإصابة في غزة محدودة، ومسيطرًا عليها، لأن نموذج إيطاليا في فشل السيطرة على تفشي الفيروس ما زال يرسل لنا وللعالم رسائل تحذير مؤلمة. اللهم أعد لنا مساجدنا، وأعدنا إلى مساجدنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
المساجد مغلقة أمام صلاة الجماعة والجمعة والتراويح، بقرار أهل العلم الشرعي، والأطباء وجهات الاختصاص، وسكان غزة ملتزمون القرار رغم الشوق للمساجد والجماعات، ومن ثمة يرجى أن يجعل كل مكلف من بيته وأبنائه مسجدًا وجماعة، وأن يحيي سنة صلاة التراويح مع الأبناء والأهل، ونحسب على الله أن يعطينا ثوابها كما كنا نقيمها في المسجد، إن رحمته وفضله أوسع مما نتخيل ونرجو.
وحبذا لو ضاعف المكلفون في بيوتهم وصلواتهم الدعاء بأن يرفع الله عنا وعن المسلمين البلاء والوباء، وسيئ الأسقام، لا يرفع البلاء إلا هو. اللهم ارفع عنا البلاء إنا مؤمنون. الدعاء عبادة، والدعاء رفع البلاء عن إبراهيم، وجلب الصحة والعافية لأيوب، وبه نصر الله المسلمين في بدر وغيرها من المواقع. فلا تتركوا الدعاء في هذا الشهر، ولا تملوا من تكراره مرات ومرات، فلا يمل الله حتى تملوا. تقبل الله منكم رمضان وكل عام وأنتم بخير، وكل عام والصحيفة ومجلس إدارتها والعاملين فيها بخير وعافية.