فلسطين أون لاين

لا عدالة أمام كورونا، ولا حديث في...؟!

لا حديث عن المصالحة في زمن كورونا. كورونا أوقف الحديث الاستثماري عن المصالحة. وكذلك أوقف الحديث الفلسطيني عن الانتخابات. لا مصالحة في الأفق القريب، ولا انتخابات أيضًا. قلت استثماري لأنه لم يكن ثمة حديث حقيقي وواقعي. نعم، تم إقرار تجميد الحالة القائمة على ما هي عليه.

لما كانت كورونا قد عطلت الاقتصاد العالمي، وألزمت الناس بيوتها، فإن جهات السلطة تقول إن وقف الانتخابات الفلسطينية ألزم وأوجب. قلت هذا جيد، ولكن لماذا لا تكون كورونا حافزا مستجدا يدعم فكرة المصالحة والشراكة ويعجل بها؟! في دولة الاحتلال يحاولون الاستفادة من كورونا لإقامة حكومة طوارئ، أو حكومة وحدة وطنية. هم لا يريدون الذهاب لانتخابات رابعة في ظل أولوية وطنية ضاغطة لمواجهة كورونا. فمن أولى بإقامة حكومة وحدة وطنية، وشراكة حقيقية، نحن (فتح وحماس)، أم هم (الليكود وغانتس)؟!

نحن بالطبع أولى منهم بالشراكة والعمل معا. في الضفة ثمة فرص أكبر لتمدد المرض، وزيادة عدد المصابين، وغزة ليست بمنأى عن الإصابات، وهذا يستلزم توحيد الإجراءات الصحية، وتوزيع المستلزمات الطبية بشكل عادل، بالنسبة المعروفة ٤٠٪‏ لغزة، و٦٠٪‏ للضفة، وكذا توزيع المساعدات المالية. لماذا تمتنع رام الله عن هذه الشراكة وتقاسم النسب؟! لماذا تأخذ الضفة (١٣٥) مليون دولار من المساعدات الخارجية، وتأخذ غزة مليون دولار لا غير؟!

كورونا كشفت عن تباعد كبير بين غزة ورام الله. وكشفت عن استئثار رام الله بالمال العام، وبالمساعدات، وكشفت عن غياب خطير للمسؤولية في زمن جائحة تستوجب نسيان الخلافات السياسية، والعمل بمفهوم إنساني وأخوي. المرض لا يميز بين غزة والضفة، ولا بين حماس وفتح، ولا بين فقير وغني. حين يكون المرض جائحة يجدر بنا أن نترك الخلافات السياسية خلف ظهورنا، وأن تتعاون الضفة وغزة معًا في مواجهة الوباء.

إذا لم تبادر الأطراف لبناء مصالحة وشراكة في ظل كورونا، فمتى سيعملون للمصالحة؟! عندما يمرض كبير العائلة في المجتمع الفلسطيني تلتف عادة حوله أفرادها متناسين ما بينهم من خلافات، وحين يمرض المجتمع، أو يتهدده مرض ككورونا فإنه يجدر بقادة المجتمع أن يلتفوا حول مجتمعهم لمواساته ومعالجته، فالتدابر والتنازع من عمل الشيطان؟! لماذا لا تجمع المصائب المصابين؟! لماذا لا يجمعنا الاحتلال والاستيطان، ولماذا لا تجمعنا كورونا؟!

يقول موظف السلطة المقيم في غزة: لماذا يتقاضى موظف رام الله راتبا كاملا، ويتقاضى من يسكن غزة راتبا منقوصا، وكلانا يواجه المرض نفسه؟! التمييز بين غزة وضفة، وبين موظف وموظف من رجس عمل الشيطان فاجتنبوه، وإلا سلط الله عليكم كورونا وغير كورونا؟!