العود أحمد. عودة إلى سيناريوهات مصدر كورونا. ذكرت مصادر أميركية بينها الرئيس الأميركي مجددًا أن المختبر المركزي للفيروسات في ووهان الصينية هو المصدر الرئيس لانتشار فايروس كورونا في العالم. أميركا تقول: إنه في إطار الحرب البيولوجية أجرى مركز المختبرات المعني تجارب على هذا الفايروس القاتل، وفشل المختبر في منع تسربه، مما أدى إلى انتشاره في الصين أولًا، وفي مركز مقاطعة خوبي، حيث المختبر في ووهان، وقد أخفت السلطات الصينية المركزية الحدث، وتأخرت في نشر المعلومات عنه، مما أدى إلى انتشاره خارج الصين؟!
بعض الجهات الأميركية الأمريكية تدرس فرص الذهاب إلى المحاكم للحصول على تعويضات، باتهام الصين بالمسئولية. الصين بالطبع تنفي هذه المعلومات، وتتهم أميركا بالفشل، لتأخر قيادة البيت الأبيض باتخاذ إجراءات الوقاية، ومن ثمَّ تتحمل أميركا المسئولية الذاتية عما أصابها، هذا وقد قال رئيس المختبر الصيني: إن ما تزعمه الصحف الأميركية لا أساس له من الصحة، وأن أميركا لا تملك دليلًا واحدًا على هذه المزاعم، وأن الصين لم تصل إلى تقنية إنتاج هذا الفيروس في مختبراتها؟!
معركة الاتهامات دخلت مرحلة متقدمة بين الطرفين الكبيرين، وربما نقرأ في هذه المعركة ما قاله المثل العربي القديم: (لا دخان بلا نار). وهذا يعني أن العالم مطالب بتشريع قانون عام يمنع تصنيع الأسلحة البيولوجية، ويدعو إلى اتلاف سريع للموجود منها تحت رقابة الأمم المتحدة، إذ لا يجوز لدولة تذهب إلى هذا التصنيع أن تهدد العالم، وحياة الإنسان، ما دامت فرص السلامة في المختبرات لا تصل لدرجة مائة في المائة.
كورونا انتشر في العالم، وما زال يتمدَّد، وما زالت دول العالم ترسل مئات من سكانها إلى المقابر، وما زال الاقتصاد العالمي متوقفًا، والتعليم متوقف، والمشافي تعاني من نقص المستلزمات، ومن رفض الممرضين الانخراط في مصحات كورونا لخطورتها عليهم، دون وجود حوافز مجزية لاسيما في الدول العربية.
نحن الآن في حاجة للتركيز على استخلاص العبر، ولعل أهم عبرة نستخلصها تقول: إن الأسلحة البيولوجيّة خطر على العالم بأجمعه، وليس على الدول المتعادية، لذا يجدر وقف تصنيع هذه الأسلحة، ويجدر تدمير ما هو موجود منها، ولا بأس من تشكيل لجنة دولية محايدة للتحقيق في المزاعم التي تدّعيها أميركا، أو تدّعيها دول أخرى ضد أميركا، ويجدر على دول العالم الثالث أن تشكّل رابطة أو نظامًا، يعمل دوليًّا ضد الأسلحة البيولوجية.